وتكاثرت آيات القرآن العظيم، وأحاديث الرسول الكريم، تحثُّ على الجهاد في سبيل الله، وتُبيِّن فضله، ومكانة أصحابه عند الله، وأنَّ المجاهد بمنزلة الذي يصوم فلا يفطر، ويقوم فلا يفْتُر أبدًا.
وسنذكر جملة من ذلك في بيان «الإعداد الثقافي»، عند حديثنا عن إعداد الأمة للجهاد في سبيل الله.
الجهاد أفضل ما يتطوَّع به:
وحسْبنا أن نذكر هنا ما قرَّره العلماء: أنَّ الجهاد في سبيل الله، هـو أفضـل ما يتقرَّب به المسلـم إلى ربـه، بعـد أداء الفرائـض العينيـة عليـه.
وهنا نذكر ما قاله العلَّامة الخِرَقي الحنبلي في مختصره الشهير:
قال أبو عبد الله «أحمد بن حنبل»: «لا أعلم شيئًا من العمل بعد الفرائض أفضل من الجهاد»، قال ابن قدامة في «المغني» في شرح هذه الجملة:
«روى هذه المسألة عن أحمد جماعة، قال الأثرم: قال أحمد: لا نعلم شيئًا من أبواب البرِّ أفضل من السبيل. وقال الفضل بن زياد: سمعتُ أبا عبد الله، وذُكر له أمر الغزو، فجعل يبكي، ويقول: ما من أعمال البرِّ أفضل منه. وقال عنه مرة: ليس يعدل لقاء العدو شيء. ومباشرة القتال بنفسه أفضل الأعمال، والذين يقاتلون العدو، هم الذين يدفعون عن الإسلام وعن حريمهم، فأيُّ عمل أفضل منه! الناس آمنون وهم خائفون، قد بذلوا مُهَج أنفسهم.
وقد روى ابن مسعود قال: سألتُ رسول الله ﷺ : أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: «الصلاةُ لمَوَاقِيتها». قلتُ: ثم أي؟ قال: «ثم برُّ الوَالِدَيْن». قلتُ: ثم أي؟ قال: «الجهادُ في سَبِيلِ الله». قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح(1).