ذروة سَنَام الإسلام:
أيًّا كان حكم الجهاد في الإسلام: فرض كفاية، أم فرض عين، أم تطوُّعًا، فلا ريب أنَّ منزلة الجهاد في دين الله لا تعدلها منزلة؛ لأنَّ الجهاد هو الذي يحمي الأمَّة في دينها ودنياها، ويحرسها من أعدائها المتربِّصين بها: يحمي دينها وعقيدتها، ويحمي أرضها وحرمتها، ويحمي استقلالها وسيادتها، فهو حصن الأمة الحصين، وهو ركنها الركين، وهو الذي يصنع الأبطال، ويعدُّ الرجال، الذين يبذلون النفس والنفيس في سبيل الله. فلا غرو أن يُعدَّ ذروة سنام الإسلام، كما جاء في حديث أبي هريرة: «الجِهَادُ سَنَامُ العَمَل»(1)، وفي حديث معاذ: «ألا أنبِّئكم برأس الأمر وعَمُوده وذروة سَنَامه؟ رأسُ الأمرِ الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله»(2).
وتكاثرت آيات القرآن العظيم، وأحاديث الرسول الكريم، تحثُّ على الجهاد في سبيل الله، وتُبيِّن فضله، ومكانة أصحابه عند الله، وأنَّ المجاهد بمنزلة الذي يصوم فلا يفطر، ويقوم فلا يفْتُر أبدًا.
الفصل الأول
منزلة الجهاد في