وأنَّ قتال المسلم لأخيه المسلم من كبائر الإثم، التي قد تؤدِّي إلى الكفر، وأنَّ هذا ممَّا شدَّد فيه القرآن الكريم، والسُّنَّة النبوية.
ولهذا أكَّد النبي ﷺ في حَجَّة الوداع حرمة الدماء والأموال والأعراض، روى عنه أبو بكرة أنَّه قال: «إنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام، كحُرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، لِيُبَلِّغِ الشاهدُ الغائبَ»(1).
التحذير من العودة إلى عهد الجاهلية الجهلاء:
وحذَّر أمته أن يَقْتَتلوا، كما كان يفعل أهل الجاهلية، الذين كانوا يُغِيرون بعضهم على بعض، طمعًا في الغنائم والأسلاب، أو حَمِيَّةً لبعض أبناء قبيلتهم، أو طاعةً لبعض شيوخهم وزعمائهم، أو استجابةً لدسائس بعض الأشرار من غيرهم كاليهود، أو لغير ذلك من الأسباب.
وقد تتقاتل القبيلتان بسببٍ تافه، ومع هذا تستمر الحرب أربعين عامًا أو تزيد، كما في حرب البَسُوس بين بكر وتَغلِب، التي انطلقت شرارتها من أجل ناقة!
وقد تتقاتل القبيلتان، وهما أبناء عمومة، ولكن شهوات الدنيا فرَّقتهم، أو العداوة والبغضاء باعدت بينهم، كما قال الشاعر: