بين القتال الخارجي والداخلي:
كان كلُّ حديثنا في الأبواب الماضية عن القتال بين المسلمين وغيرهم من الأمم، من ذوي المِلَل والنِّحَل المخالفة، أو ممَّن لا يؤمنون بالدِّين أصلًا من الماديين والملاحدة الجاحدين للألوهية والنبوة والجزاء في الآخرة، ممَّا يمكن أن نطلق عليه: «القتال الخارجي»، أي: خارج الدائرة الإسلامية، وهو الأصل في القتال الإسلامي.
وفي هذا الباب نتحدَّث عن نوع آخر من القتال، يمكن أن نسمِّيه: «القتال الداخلي» أو «القتال داخل الدائرة الإسلامية»، وهو القتال بين المسلمين بعضهم وبعض، وهو ما حدث ولا يزال يحدث للأسف الشديد، حتى رأينا بأعيننا قتال الدول الإسلامية بعضها لبعض.
حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم:
والأصل الثابت بيقين لا شكَّ فيه، ولا خلاف عليه: أنَّ دم المسلم على المسلم حرام، كما جاء في الحديث: «كلُّ الْمُسلمِ على المسلمِ حرام، دمُه ومالُه وعِرْضُه»(1).
تمهيد القتال داخل الدائرة الإسلامية