وأشهر تعريف تناقله الإسلاميون عن الدِّين ما ذكره صاحب «كشاف اصطلاحات العلوم والفنون»: أنَّه وضع إلٰهيٌّ سائق لذوي العقول السليمة باختيارهم، إلى الصلاح في الحال، والفلاح في المآل(1).
وقد لخَّصه شيخنا د. دراز بقوله: الدِّين وضع إلٰهيٌّ يرشد إلى الحق في الاعتقادات، وإلى الخير في السلوك والمعاملات(2).
وأحسب أنَّ تلخيص شيخنا د. دراز ينقصه أن يتضمن «العبادات» مع «الاعتقادات» إلَّا أن تدخل في عموم السلوك، سواء كان مع الله، أم مع خَلقه.
وقد نقل شيخنا د. دراز عن الغربيين تعريفات عن الدِّين، يلتقي معظمها في الأصل مع المفهوم الاصطلاحي للدِّين عند علماء المسلمين، أو يقترب منه.
ولا بأس أن نذكر هنا بعض هذه التعريفات.
يقول سيسرون، في كتابه «عن القوانين»: «الدِّين هو الرباط الذي يصل الإنسان بالله».
ويقول في كتابه «الدِّين في حدود العقل»: «الدِّين هو الشعور بواجباتنا من حيث كونها قائمة على أوامر إلٰهيَّة».
ويقول شلاير ماخر، في «مقالات عن الدِّيانة»: «قوام حقيقة الدِّين شعورنا بالحاجة والتبعيَّة المطلقة».