ربَّنا لك الحمد كما ينبغي لِجلالِ وجهك، وعظيمِ سلطانك. رضينا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا ورسولًا. وصلِّ اللهم على عبدك ورسولك وخاتم أنبيائك، وصفوتك من خلقك: محمد، الذي أرسلته رحمةً للعالمين، ونعمةً على المؤمنين، وحُجَّةً على الناس أجمعين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغرِّ الميامين، ومن اتَّبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.
( أما بعد)
فقد طلب منِّي إخوتي الأحبة في الأمانة العامة للمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث، الذي أتشرَّف برئاسته: أن يكون لهم حق الطبعة الأولى من كتابي «الدِّين والسِّياسة: تأصيل وردُّ شبهات». وكانوا هم الذين استحثوني على كتابته، فلهم ـ بعد توفيق الله سبحانه ـ الفضل في إتمامه، كما أنَّهم قد اتفقوا معي على أن يطبعوا الكتاب ـ أو البحث ـ حين أفرغ من إعداده وإتمامه، ليوزَّع على الأقليات الإسلاميَّة في أوربا، التي يعمل مجلسنا منذ تأسيسه، لترشيد مسيرتها، وتسديد خطاها، وَفْق أحكام الشريعة الإسلاميَّة السَّمحة ومقاصدها الرحبة، ومن خلال فقهٍ إسلاميٍّ رشيدٍ يجمع بين السَّلفية والتجديد، أو قُلْ: بين الأصالة والمعاصرة، فلا يفرط في الأصول، ولا يناقض العقول، ولا يباين النقول، ولا يغفل الواقع، ولا يهمل ضرورات الناس ولا حاجاتهم، التي تقدِّرها الشريعة حق قدرها.
مـقـدمــة