رأينا مَن يرفض أن يكون للمرأة صوت في الانتخابات، بله أن يكون لها حق الترشيح في المجالس النيابية، وبذلك يعطِّل نصف الأمة، وكذلك مَن لا يعطي لغير المسلمين هذا الحقَّ في التصويت أو الترشيح، أو يكون لهم نصيب من المشاركة في الحكم.
بل هناك مَن يقول: لا يجوز للمسلم أن يرشِّح نفسه للمجلس ولا لغيره؛ لأنَّه بهذا يطلب الولاية لنفسه، وطالب الولاية لا يولَّى !.
وهؤلاء قلَّة بالنسبة لجمهور الصحوة الإسلامية، وإن كان صوتهم عاليًا، وهناك قوى معروفة ـ معادية للصحوة الإسلامية والبعث الإسلامي ـ تنفخ في هؤلاء، وتحاول أن تضخِّمهم وتبرزهم، لغرض في أنفسهم.
وفي مقابل هؤلاء الجامدين: وجدنا مَن ينكر أن يكون في الإسلام دولة تحكم بما أنزل الله، ويفصلون بين الدِّين والسِّياسة فصلًا تامًّا، فلا دين في السِّياسة ولا سياسة في الدِّين !.
يريدون أن يطبِّقوا على الإسلام في الشرق ما طُبّق على المسيحية في الغرب، مع أنَّ الإسلام غير المسيحية، والمسجد غير الكنيسة، وتاريخ علماء الإسلام هنا غير تاريخ رجال الكهنوت هناك، ولا يوجد في الإسلام: دَعْ ما لقيصر لقيصر، وما لله لله(1). بل يعلن الإسلام أنَّ قيصر وما لقيصر كله لله الواحد الأحد. ولم يقف الإسلام ضدَّ العلم والفكر والإبداع والتحرُّر، كما وقفت الكنيسة في الغرب. ولم ينشئ محاكم التفتيش الرهيبة التي أنشأتها الكنيسة لتحاكم العلماء والمفكِّرين والمبدعين، أحياءً وأمواتًا !.
رأينا هؤلاء يريدون تجريد الإسلام من السلطة الزمنية، والإسلام ليس فيه سلطة دينية، كالمسيحية، فمعناه: أن يبقى أعزل ضعيفًا لا سلطة له لا في الدَّولة ولا في الدِّين.