وقد صدر عن هذه الندوة عدد من الفتاوى والقرارات المهمة، بعد أن نوقشت مناقشة مستفيضة. وإن كان من المؤسف أنَّها ـ فيما يبدو ـ لم تنشر حتى اليوم.
وهو ما بعث أيضًا المهتمين بالشؤون الإسلامية في تلك البلاد، مثل: «اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا»، للدعوة إلى إنشاء «مجلس أوربي للإفتاء والبحوث»، تكون مهمته البحث والعناية بـ «فقه الأقليات»، وما تعانيه من مشكلات تحتاج إلى حلول في ضوء الشريعة الإسلامية، ومن خلال فقه إسلامي معاصر، يراعي الزمان والمكان والعرف والحال.
ولقد عقد المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث ستَّ دورات له، وبحث في عدة موضوعات أو مشكلات عُرِضَت عليه، وقدِّمت فيها الدراسات والبحوث، وناقشها أعضاؤه مناقشات حرة مستفيضة، ثم أصدر في أكثرها فتاوى أو قرارات، بعضها بالإجماع، وبعضها بالأغلبية، كما هو شأن المجامع العلمية، وكما هو شأن القضايا الاجتهادية، التي يتعسَّر ـ وربما يتعذَّر ـ أن يتفق فيها البشر، وهم يختلفون فيما بينهم، من ناحية الميل إلى الظواهر، أو الميل إلى المقاصد، ومن ناحية الميل إلى التشديد، أو الميل إلى التيسير. ولا حرج على الناس أن يختلفوا في ذلك، فقد اختلف من هو خيرٌ منهم، وهم الصحابة @ وتابعوهم بإحسان. ولكنَّهم اختلفت آراؤهم، ولم تختلف قلوبهم، ووسع بعضهم بعضًا، وصلَّى بعضهم وراء بعض.
كما عقد الإخوة في أمريكا في شهر نوفمبر من عام 1999م مؤتمرًا لعلماء الشريعة هناك، سعدت بالمشاركة فيه، وعُرِض فيه عدد من القضايا، أَصْدَر فيها فتاوى مهمة.