وهَبْ أنّ الندوة كانت في قاعة المحاضرات الكبرى بجامعة القاهرة، بل هَبْها كانت في «استاد» القاهرة الدولي، وفتح الباب على مصراعيه للحضور، فأي الفريقين سيكون أكثر عددًا، وأعز نفرًا؟!
إنَّ أنصار الإسلام ـ ولا ريب ـ سيكونون هم الأكثرية العظمى. وستكون قلوب الجماهير الحاضرة وعقولها وآذانها مع التيار الإسلامي ودعاته. وهذا ما لا يجهله د. فؤاد زكريا، بل هو ما اعترف به بصريح العبارة، وتمحل أن يجد له تبريرًا، فلم يوفق. أما ما قاله عني، أنِّي استطعت أن أستحوذ على الجماهير بالتأثير العاطفي. فإن الذين شهدوا الندوة يعلمون علم اليقين أنِّي كنت في المقام الأول عقلانيًّا وموضوعيًّا ومنطقيًّا إلى أبعد حد. ومَن شاء فليحتكم إلى شريط الندوة المسجل بالصوت والصورة.
كما زعم أنِّي كنت أرفع صوتي وأخفضه، للتأثير على عواطف الجمهور.
وأنا ـ بحمد الله ـ أرفع صوتي دائمًا ولا أخفضه، وأسأله تعالى أن يجعل صوتي دائمًا عاليًا، وأن يجعل عُلُوَّه بالحق وللحق.
إنَّ الدكتور الفيلسوف مغيظ ومحنق، لعدم تجاوب الجماهير معه؛ لأنَّه يؤذن في «مالطة». كما يقولون.
وأؤكد للدكتور أنَّه سيظل يؤذن في مالطة، إن جاز لنا أن نعبر عما يقوله بالأذان؛ لأنَّه ضد الأذان على خط مستقيم، ولكنهم يقولون: «الأمثال لا تُغير».
أجل، سيظل الدكتور بعيدًا عن عقول الجماهير، وقلوبِهم معًا؛ لأنَّه يحدثهم بمفاهيم مستجلبة من ديار أخرى، ومن قوم آخرين، فهم لها رافضون وعنها معرضون؛ لأنَّها مناقضة لدينهم وشريعتهم، وقيمهم وتاريخهم، وواقعهم.