إذا جاء موسى وألقى العصا
فقد بَطَلَ السِّحْرُ والساحرُ
ولقد قال العلامة الشيخ عبد الله بن بيَّة ـ أحد علماء موريتانيا المرموقين، وأحد وزرائها السابقين ـ لبعض المشايخ المغاربة والتوانسة الذين شاركوا في هوجة التعليق: كان أولى بكم أن تصمتوا، إذا لم تستطيعوا أن تتكلَّموا، وإذا كان يسعكم السكوت، ففلان لا يسعه أن يسكت، فهو ضمير الأُمَّة اليوم ولسانها المعبِّر عنها.
ولقد ذهب ضحية هذه المعركة ـ فيما يبدو ـ صديقنا العالم الكبير الشيخ محمد المختار السلامي، وأُعْفِيَ من منصب «المفتي» لتونس، وما ضرَّه هذا شيئًا، بل رفع من قدره، وأنا أشهد من معايشتي له عدة سنين في هيئات ولجانٍ شتى، كان في بعضها رئيسًا لي، وكنتُ في بعضها رئيسًا له: أنَّه رجل جدير بالاحترام، ثقة في علمه وفي دينه وفي خلقه، وأنَّه إنْ سكت عن الحق اضطرارًا، لم ينطق بالباطل اختيارًا، ولم يصدر عنه فتوى واحدة تؤيِّد العلمانية ونظامها الحاكم.
لقد ذكر الإمام الغزالي: أن فساد الأمراء من فساد العلماء، وفساد العلماء من فساد قلوبهـم، وفساد قلوبهـم بحـب الدنيا(1)، فهـو رأس كــل خطيئة. فكيـف تصلـح الحيـاة والعلماء فاسدون؟! وقد قال القائل: