وقال: «إنَّ اللهَ يُعْطي على الرِّفْقِ ما لا يُعطي على العنف، وإذا أحبَّ الله عبدًا أعطاه الرِّفْق، ما من أهْلِ بيْتٍ يُحرَمون الرِّفْقَ إلَّا حُرِمُوا الخيرَ»(1).
وقد لاحظت أنَّ هذه المادة (ع. ن. ف) لم ترد في القرآن لا مصدرًا ولا فعلًا ولا صفة.
مصطلح «العنف» في عصرنا ومفهومه:
وقد اشتهرت كلمة «العنف» في عصرنا، وأصبحت مصطلحًا شائعًا مجرَّمًا ومذمومًا، وهو يشمل مجالات عدة:
في المجال الأُسَري: في العلاقة بين الزوج وزوجته، وبين الوالدين والأولاد، وبين ربِّ الأسرة وربَّتها والخدم.
وفي المجال الاجتماعي: في العلاقة بين أرباب العمل والعمال، وبين الأقوياء والضعفاء بصفةٍ عامة.
وفي المجال التربوي: في العلاقة بين المعلمين والتلاميذ.
وفي المجال التشريعي: في تشديد العقوبات على المجرمين، حيث يتهم بعض الغربيين «الحدود» أو العقوبات الإسلامية بالعنف والقسوة.
وأكثر ما اشتهر العنف في عصرنا في المجال السياسي، وهو المقصود بالحديث عند الإطلاق. وقد اشتد النكير عليه، والتجريم له في الآونة الأخيرة، وإن لم يحدِّده مَن أطلقوه وجرَّموه.