الحمد لله وكفى، وسلام على رسله الذين اصطفى، وعلى خاتمهم المجتبى، محمد وآله وصحبه أئمة الهدى، ومن بهم اقتدى فاهتدى.
( أما بعد)
هذه صحائف كتبتها حول موقف الإسلام والمسلمين من قضية «العنف»، هذا المصطلح الذي ذاع واشتهر، وملأ الآفاق، واتُّهم به المسلمون، بل اتُّهم الإسلام ذاته بأنَّه دين يفرز العنف بطبيعة تعاليمه العقدية والعملية، من بداية نظرته إلى الألوهية، واعتقاده في الله الواحد القهار، المتكبر الجبار، إلى فرضه الجهاد على الأمة التي أُمِرَتْ أن تجاهد في الله حقَّ الجهاد.
وقد أردتُ بهذه الكلمات الموجزة أنْ أكشف الحقيقة لمن يجهلها، وأن أُذكِّر بها من يعلمها، وأن أردَّ المفتريات وأزيح الشبهات عن هذا الدين العظيم، الذي ساهم بعض أبنائه في تشويهه جهلًا منهم. وقديمًا قالوا: عدوٌّ عاقل خيرٌ من صديقٍ أحمق!
أرجو أن يكون في هذه الكلمات بعض الشفاء لما في الصدور.
مـقـدمــة