ولكن هذا الذي حدث وجاء به الانقلاب الجديد، الذي مارسه وزير دفاع الحكومة، التي عاهدتْ محمد مرسي، وحلفتْ بالله أمامه: أن ترعى العهد، وتؤدي الأمانة، ولكن سرعان ما نكث الرجلُ عهده، وأخلفَ وعده، وخان أمانته، وخلع رئيسه الذي بايعه بكل حرية، وبلا أيِّ ضغط؛ ناسيًا أنَّ الله لا يحبُّ الخائنين، ولا يحبُّ الناكثين، ولا يحبُّ الظالمين.
هؤلاء لا ريب هم من الذين قال الله فيهم: ﴿ ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعْدِ مِيثَـٰقِهِۦ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِى ٱلْأَرْضِ ۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ ﴾ .
لقد فرحنا بانتصار الديمقراطية ـ وهي أخت الشورى أو قريبتها ـ التي آمن بها الجميع، ونادوا بها، واعتبروها حجر الزاوية، وأساس الضمان والأمان للحياة الجديدة، التي ولدتها الثورة، حتى فاجأنا هؤلاء العسكرُ الغادرون، الذين حكموا البلاد ستين سنة، وخربوها، وظلموا أهلها، ووالوا أعداءها، واعتبرت إسرائيل حاكمهم الأخير: الكنز الإستراتيجي لها، ثم لم يكادوا يتركونها سنةً واحدة، بل والله ولا شهرًا واحدًا، فقد بدؤوا يكيدون للدكتور مرسي من أول الأمر، وكل الدلائل قد دلَّتْ على أنَّ هذا الأمر مُبيَّتٌ ومدبَّر، ووراءه قوًى غربية، وأخرى إسرائيلية، وأخرى عربية، وأخرى مصرية.
موقفي من الانقلاب:
وكان موقفي من هذه التغييرات والانقلابات في غاية الوضوح، فأنا لا أقبلها أبدًا، ولا أرحِّب بها يومًا، بل أنا أُشهِد الله، وأشهد قومي، وأشهد التاريخ، أنِّي ضدَّها وعدوها، أقاومها بلساني وقلمي، وعقلي وقلبي، وعلمي وعملي، وديني ودنياي، ونفسي وإخواني، وحياتي كلها.