فهذا ما تعلمتُه مِن ديني، ومن كتاب ربي، ومن سُنَّة نبيِّي، ومن علماء أُمَّتِي، ومن تاريخ حضارتي، ومِن شيوخي في الأزهر، ومن معلميَّ في الإخوان، ومن قراءتي للتاريخ، ومن كل مراجعي وكتبي.
موقف شيخ الأزهر وبعض علمائه:
ولقد كنتُ أظنُّ أنَّ الأزهر الذي وضعتُ يدي في يد شيخه، والذي تناسيت وأغفلت عامدًا ما كان منه من قبل. وقلت: عفا الله عما سلف، وكم من جديد صالح أنسى القديم الطالح. وجلستُ مع علماء الأزهر، وظننتُ بأكثرهم خيرًا، ورجوت أن يقفوا الموقف الذي يريده الإسلام منهم، ألَّا يصطفوا دائمًا مع المؤيدين والمصفقين، وألَّا يكونوا حول الحاكم المراد تأييده دائمًا، هم في اليمين، وممثلو الأقباط في الشمال.
مَن الذي فرض على الأزهر هذا الموقف المهين، الذي لا يليق بمَن كان الناس مِن قبلُ يسمُّون شيخه: «شيخ الإسلام»؟! من يرضى لمن يقوم مقام الشيخ الشرقاوي، والشيخ العطار، والشيوخ الكبار أن يقف هذه الوقفة الذليلة؟!
مَن الذي قال: إنَّ دوْر الأزهر إذا دعاه أيُّ مُنقلِب على الشرعية، أن يكون موقفه موقف المصفِّق للباطل، الموافِق للحاكم، المناوئ لخصومه؟!
مَن الذي فرض هذا على الأزهر إلَّا شيوخ الأزهر الضعفاء، الذين لم يذكروا قول الله تعالى: ﴿ ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَـٰلَـٰتِ ٱللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُۥ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبًا ﴾ .