الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
(وبعد)
الفقه هو أحد العناصر المهمة في حضارتنا الإسلاميَّة العربية، فقد علم الدارسون لهذه الحضارة المثلى أنَّها إلى جانب سماتها وخصائصها المتنوعة «حضارة قانونية»، لأنَّها تستند إلى شريعة شاملة ضبطت حياة الإنسان بمجموعة متماسكة من الأحكام والآداب، صاحبته من الميلاد إلى الوفاة، بل عنيت به وشرعت له قبل أن يولد، وبعد أن يموت.
ولسنا في حاجة إلى أن نتحدث هنا عن قيمة هذا الفقه، ومكانته العالمية، وشهادة كبار علماء القانون في العالم كله له، وإشادة المؤتمرات الدولية للقانون المقارن به، وتنويهها بشأنه، فحسبنا أن هذا الفقه كان أساس التشريع والقضاء والفتوى في العالم الإسلامي كله، طيلة ثلاثة عشر قرنًا، تبدَّلت فيها النظم وتغيرت الأوضاع والأحوال، فلم يضق صدره بمشكلة، ولم يقعد عن الوفاء بمطلب، بل كان لديه لكل حادثة حديث، ولكل واقعة حكم، ولكل مشكلة حل وعلاج.
والحمد لله رب العالمين.
الفقير إليه تعالى

مقدمــة