كتاب محفوظ:
هذا القرآن تولى الله حفظه بنفسه، وحفظه من كل تحريف وتبديل ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَـٰفِظُونَ ﴾ . ولا يوجد في العالم كتاب حُفظ مقروءًا، وحُفظ مكتوبًا، وحُفظ مسموعًا، كما حُفظ هذا القرآن. حتى إنَّنا لنقرؤه بغنِّه ومدِّه كما كان يُقرأ في عهد النُّبوة والصحابة، وحتى إنَّه ليكتب بنفس الرسم الذي كُتب به في عهد الخليفة الثالث عثمان، رغم تطور أساليب الرسم والإملاء.
عمدة الملة ومرجع الأمة:
هذا الكتاب عمدة الملة، وأساس العقيدة، وينبوع الشريعة، وروح الوجود الإسلامي، جمع الله فيه أصول الهداية والشِّفاء والرحمة للأمة، كما بيَّن فيه كل ما تحتاج إليه الأمة في أمر دينها، كما قال الله تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ تِبْيَـٰنًا لِّكُلِّ شَىْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ .
﴿ لَقَدْ كَانَ فِى قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِى ٱلْأَلْبَـٰبِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَىْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ .
﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا هُدًى وَشِفَآءٌ ۖ وَٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِىٓ ءَاذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُوْلَـٰٓئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍۭ بَعِيدٍ ﴾ .
اتفق المسلمون جميعًا ـ على اختلاف طوائفهم ـ على الاحتجاج به، والاستناد إليه، والتعويل عليه في عقائدهم وشرائعهم، وأخلاقهم وآدابهم، فهم جميعًا إليه يرجعون، وبحبله يعتصمون، وبنوره يهتدون: ﴿ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُم بُرْهَـٰنٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا 174 فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا بِٱللَّهِ وَٱعْتَصَمُوا بِهِۦ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِى رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَٰطًا مُّسْتَقِيمًا 175 ﴾ .