***
الشريعة وتغيير الفتوى
***
نحن نعتقد أن الله 4 أكرمنا بهذه الشريعة التي ختم بها الشرائع، فأصبحت شريعة الزمن كله، كما أنها شريعة العالَم كله، وهي أيضًا شريعة الإنسان كله، وشريعة الحياة كلها.. هي شريعة للفرد، وشريعة للأسرة، وشريعة للمجتمع، وشريعة للأمة، وشريعة للدولة، وشريعة للإنسانية كلها.
وهي شريعة للإنسان في عقله وجسمه وروحه وعواطفه وعلاقاته، وشؤون دنياه وآخرته. إنّها شريعة عامة خالدة شاملة: عامة في المكان، خالدة في الزمان، شاملة لكل ما يصلح للإنسان، ويسعد الإنسان. أما عمومها المكاني، فمستمدّ من قوله تعالى: ﴿ وَمَآ أَرْسَلْنَـٰكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَـٰلَمِينَ ﴾ ، وأمّا عمومها الزماني، فمستمد من قوله تعالى: ﴿ وَلَـٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ ﴾ ، وأمّا شمولها الإنساني والعمراني، فذلك مستمد من قوله تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ تِبْيَـٰنًا لِّكُلِّ شَىْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ . وقوله: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِى قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِى ٱلْأَلْبَـٰبِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَىْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ .
1
الشريعة وتغيير الفتوى