1 ـ مرتبة الضروريات.
2 ـ مرتبة الحاجيات.
3 ـ مرتبة التحسينات.
فهذا تقسيم منطقي لا يستغني عنه مجتهد في الحكم على وقائع الحياة، والموازنة بين الأشياء عندما تتعارض. فالضروريات مُقدَّمة على الحاجيات والتحسينات، والحاجيات مُقدَّمة على التحسينات. ولكل مرتبة حكمها.
على أنّ الضروريات ليست كلّها في منزلة واحدة، بل تتفاوت، وأولها الدين، ثم النفس.
وهناك بعض الملاحظات على استدلال الأصوليين على بعض الضَّروريات والكليات، مثل استدلالهم على حفظ العقل بتحريم الخمر، وفرض العقوبة على شاربها.
وأرى أن حفظ العقل يتم في الإسلام بوسائل وأمور كثيرة، منها: فرض طلب العلم على كل مسلم ومسلمة، والرحلة في طلب العلم، والاستمرار في طلب العلم من المهد إلى اللحد، وفرض كل علم تحتاج إليه الأمة في دينها أو دنياها فرض كفاية، وإنشاء العقلية العلمية التي تلتمس اليقين وترفض اتباع الظن أو اتباع الهوى، كما ترفض التقليد للآباء وللسادة الكبراء، أو لعوامِّ الناس، شأن «الإمَّعة»، والدعوة إلى النظر والتفكر في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء، إلى آخر ما فصَّلناه في كتابنا: «العقل والعلم في القرآن الكريم»(1).