فالعروبة هي لسان الإسلام، ووعاء ثقافته، ولغة كتابه وسنته، والعرب هم عصبة الإسلام، وحملة رسالته الأولون، وهم الذين بعث فيهم الرسول ﷺ ، من أنفسهم، ليتلو عليهم آيات الله، ويزكيهم، ويعلمهم الكتاب والحكمة، ثم ينطلقوا في الأمم دعاة ومعلمين.
وأرض العرب هي أرض المقدسات الإسلامية، فيها الكعبة البيت الحرام الذي جعله الله قيامًا للناس، ومثابة لهم وأمنًا، وقبلة لأهل الإسلام، فحيثما كانوا ولَّوا وجوههم شطره، وإليه يحجُّون، وبه يطوفون، ومن حوله يسعون ويقفون وينسكون.
وفي أرض العرب مسجد النبي ﷺ ، ومثوى رفاته الشريف. وفيها كذلك المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله. فكل المساجد التي لا تشد الرجال إلا إليها في أرض العرب.
لهذا كانت العروبة وثيقة الصلة بالإسلام، كما أن الإسلام موصول الرحم بالعروبة.
الإسلام هو الذي خلَّد العربية حينما نزل بها كتابه العظيم، وحدَّث بها رسوله الكريم، ﷺ ، وهو الذي أخرجها من الجزيرة ونشرها في الآفاق.
وهو الذي علَّم العرب من جهالة، وهداهم من ضلالة، وأخرجهم من ظلمات الشرك والجاهلية إلى نور التوحيد والإسلام. فقد كانوا كما وصفهم الله تعالى في كتابه: ﴿ لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ ﴾ . وأي ضلال أبين من ضلال قوم فسدت عقائدهم وتصوراتهم، وفسدت أخلاقهم وأعمالهم؟
والإسلام هو الذي جعل للعرب رسالة يعيشون بها، ويموتون عليها، ويبذلون الأنفس والنفائس في سبيلها. وبهذا كانوا بالإسلام: ﴿ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ .