التَّوْبة من الذنوب التي يقع فيها المؤمن ـ وهو في طريقه إلى الله ـ فريضة دينية لازمة، أمر بها القرآن الكريم، وحثَّت عليها السُّنَّة النبويَّة، وأجمع على وجوبها العلماء جميعًا: علماء الظاهر، وعلماء الباطن، أو علماء الفقه، وعلماء السلوك، حتَّى قال سهل بن عبد الله: من قال: إنَّ التَّوْبة ليست بفرض، فهو كافر، ومَنْ رضي بقوله فهو كافر. وقال: ليس من الأشياء أوجب على هذا الخلق من التَّوبة، ولا عقوبة أشدُّ عليهم من فقد علم التَّوبة، وقد جهل النَّاس علم التوبة(1).
التَّوْبة في القرآن:
ولقد عُنِي القرآن بالتَّوْبة أبلغ العناية في آيات كثيرة من سُوره المكيَّة والمدنيَّة، ستمرُّ بنا في مواضعها إن شاء الله.
توبوا إلى الله توبة نصوحًا:
ومن أبرز ما جاء في القرآن قوله تعالى: ﴿ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا تُوبُوٓا إِلَى ٱللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّـَٔاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَـٰرُ يَوْمَ لَا يُخْزِى ٱللَّهُ ٱلنَّبِىَّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُۥ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَـٰنِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَٱغْفِرْ لَنَآ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ ﴾ .
وجوب التَّوْبة وضرورتها