التوبة إلى الله

هذا الكتاب يتعلَّق بمنزلة عظيمة من منازل السائرين إلى الله، وهي: التَّوبة.يبيِّن أهميتها وضرورتها وفضلها، ووجوبها على الفور، مع ذكر مقوماتها، وأركانها، وأهم أحكامها، كما يبيِّن ثمراتها، والعقبات في طريقها، ثم البواعث عليها.* التوبة مبدأ طريق السَّالكين، ورأس مال الفائزين،...

نوع المحاذاة
  • المحاذاة إلى اليمين
  • المحاذاة الوسطية
نوع الخط
  • الخط العادي
  • خط النسخ

الصفحة 9 من 361
شوهد هذا الكتاب 155
تم قراءة هذه الصفحة 4

من مشكاة النبوة الخاتمة
  • من الدستور الإلٰهي للبشرية - (4)
  • من مشكاة النبوة الخاتمة - (5)
  • مـقـدمــة - (7)
  • الباب الأول: وجوب التَّوبة وفضلها - (13)
  • وجوب التَّوْبة وضرورتها - (15)
  • التَّوْبة في القرآن - (15)
  • توبوا إلى الله توبة نصوحًا - (15)
  • توبوا إلى الله جميعًا أيّها المؤمنون - (17)
  • ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون - (19)
  • آيات أُخَر - (20)
  • دعوة المشركين والكفَّار إلى التوبة - (20)
  • التَّوْبة من النفاق - (21)
  • التَّوْبة من الكبائر - (23)
  • التَّوْبة من كتمان الحق - (24)
  • فضل التَّوْبة والتَّائبين في القرآن - (26)
  • توبات الأنبياء في القرآن - (28)
  • التَّوْبة في السُّنَّة النبويَّة - (33)
  • هل تجب التَّوْبة من الصغائر؟ - (41)
  • وجوب التَّوْبة على الفور - (43)
  • الباب الثاني: مقومات التوبة - (47)
  • مقومات التوبة - (49)
  • التَّوْبة النصوح - (50)
  • مجرد الكلام باللسان ليس توبة - (52)
  • التَّوْبة كما شرحها الغزالي - (53)
  • شرح العناصر المكوِّنة لحقيقة التوبة - (55)
  • 1 ـ العنصر المعرفي في التوبة - (55)
  • 2 ـ العنصر الوجداني الإرادي - (58)
  • 3 ـ الجانب العملي في التوبة - (66)
  • 4 ـ أن تكون التَّوْبة لله - (73)
  • الاستغفار - (76)
  • شروط الاستغفار وآدابه - (85)
  • هل ينفع الاستغفار مع الإصرار؟ - (90)
  • الباب الثالث: تتمات التَّوْبة وأحكامها - (95)
  • تمام التَّوْبة ودوامها - (97)
  • قضاء حقوق الله - (98)
  • مظالم الخلق - (101)
  • التَّوْبة من حقوق العباد - (106)
  • توبة من تعذَّر عليه رد الحقوق المالية - (106)
  • من عاوض غيره معاوضة محرمة - (110)
  • مظالم العباد الأدبية كالغِيبة والسبّ - (111)
  • التَّوْبة من ذنب مع الإصرار على غيره - (114)
  • توبة العاجز عن المعصية - (120)
  • هل يرجع التَّائب من الذَّنب إلى درجته... - (124)
  • أيهما أفضل: المطيع أم التَّائب توبة نصوحًا؟ - (126)
  • قبول التوبة - (131)
  • التَّوْبة مقبولة قطعًا من ناحية وعد الله - (132)
  • التَّوْبة مقبولة من ناحية سنن الله - (135)
  • علامات التَّوْبة المقبولة - (137)
  • هل هناك ذنوب لا تُقبل التَّوْبة منها... - (139)
  • القائلون: لا توبة للقاتل وأدلتهم - (139)
  • حجج الجمهور على قبول التَّوْبة من القاتل - (140)
  • حكم القاتل إذا اقتُصَّ منه: «واختلفوا فيما... - (142)
  • أقسام النَّاس في التوبة - (145)
  • الباب الرابع: الذنوب التي يُتاب منها وأقسامها - (149)
  • ممَّ نتوب؟ - (151)
  • أقسام الذنوب والمعاصي - (151)
  • الإنسان والخطيئة - (152)
  • الذنوب ترك مأمور وفعل محظور - (155)
  • ذنوب الجوارح وذنوب القلوب - (162)
  • الذنوب معاصٍ وبدع - (169)
  • الذنوب القاصرة والذنوب المتعدية - (174)
  • الذنوب الممتدة في المكان - (174)
  • الذنوب الممتدة في الزمان - (179)
  • الذنوب المتعلِّقة بحقوق الله والمتعلِّقة بحقوق العباد - (182)
  • صغائر الذنوب وكبائرها - (189)
  • معنى اللمم - (191)
  • اختلاف السلف في معنى الكبيرة وعددها - (194)
  • حقائق حول الكبائر والصغائر - (199)
  • 1 ـ الصغيرة تجرُّ إلى الكبيرة - (199)
  • 2 ـ اجتناب الكبائر يكفِّر الصغائر - (201)
  • 3 ـ الكبيرة قد تصغر بأسباب وملابسات - (205)
  • 4 ـ الصغيرة قد تكبر بأسباب وملابسات - (209)
  • الإصرار والمواظبة - (209)
  • استصغار المعصية - (210)
  • الفرح بالمعصية - (211)
  • التهاون بستر الله عليه - (212)
  • إظهار المعصية والتبجح بها - (212)
  • معصية العالم والقدوة - (213)
  • أسباب وملابسات أخرى لتضخيم الذنوب - (214)
  • مكفِّرات الذنوب - (224)
  • 1 ـ حمام التوبة - (225)
  • 2 ـ حمام الاستغفار - (227)
  • 3 ـ حمام الحسنات والطاعات - (231)
  • التوحيد والخلوص من الشرك - (231)
  • إحسان الوضوء والصلاة - (233)
  • الصيام والصدقة والحج - (236)
  • ذكر الله - (238)
  • البر والصلة - (240)
  • الإحسان إلى الخلق - (241)
  • هل تكفِّر الأعمال الصَّالحة الكبائر؟ - (243)
  • 4 ـ حمَّام المصائب والهموم - (247)
  • 5 ـ حمام الحدود والعقوبات الشرعية - (251)
  • الباب الخامس: ثمرات التوبة - (253)
  • ثمرات التوبة - (255)
  • 1 ـ تكفير السيئات ودخول الجنات - (255)
  • 2 ـ تجديد الإيمان - (257)
  • 3 ـ تبديل السيئات حسنات - (262)
  • 4 ـ الانتصار على العدو الدائم - (266)
  • 5 ـ الانتصار على النفس الأمَّارة بالسوء - (268)
  • 6 ـ انكسار القلب لله - (270)
  • 7 ـ محبة الله تعالى - (272)
  • 8 ـ فرح الله بالتَّائب - (277)
  • الباب السادس: الموانع من التوبة - (283)
  • الموانع من التوبة - (285)
  • 1 ـ الاستهانة بالذنوب - (285)
  • 2 ـ طول الأمل - (287)
  • 3 ـ الاتِّكال على أمانيِّ العفو الإلٰهي - (290)
  • 4 ـ استحكام الذنوب واليأس من المغفرة - (294)
  • 5 ـ الجهل بحقيقة المعصية - (298)
  • 6 ـ الاحتجاج بالقدر - (300)
  • الباب السابع: البواعث على التوبة - (305)
  • البواعث على التوبة - (307)
  • 1 ـ معرفة مقام الله تعالى وحقه - (308)
  • 2 ـ ذكر الموت والقبر - (312)
  • ذكر أحوال النَّاس عند الاحتضار - (316)
  • 3 ـ ذكر الآخرة والجنَّة والنَّار - (322)
  • أحاديث في الترهيب من النَّار - (327)
  • أحاديث في الترغيب في الجنَّة - (329)
  • 4 ـ معرفة آثار المعاصي في الدنيا... - (333)
  • كتاب «الداء والدواء» لابن القيم - (337)
  • من آثار المعاصي وشؤمها - (338)
  • حرمان العلم - (338)
  • حرمان الرزق - (339)
  • الوحشة بينه وبين الله - (339)
  • الوحشة بينه وبين الناس - (339)
  • تعسير أمور العاصي - (340)
  • ظلمة القلب - (340)
  • الحرمان من الطاعة - (341)
  • المعاصي تقصِّر الأعمار - (341)
  • الجر إلى معاصي أُخر - (343)
  • إضعاف إرادة الطاعة - (344)
  • التبجُّح بالمعصية - (344)
  • هوان العاصي على الله - (345)
  • استصغار معصية الله - (345)
  • شؤم المعصية على جميع الكائنات الحية - (346)
  • المعصية تورث الذلة - (346)
  • إفساد العقل - (347)
  • الطبع على القلب - (348)
  • جلب لعنة الله على فاعلها - (348)
  • الحرمان من دعاء النبي ژ والملائكة - (350)
  • إضعاف سير القلب إلى الله - (350)
  • المعاصي تزيل النعم - (350)
  • إنساء العاصي نفسه - (351)
  • المعيشة الضنك - (352)
  • خاتمــة - (357)
  • فهرس الآيات القرآنية الكريمة - (363)
  • فهرس الأحاديث النبوية الشريفة - (385)
  • فهرس الموضوعات - (399)
صفحة 9
  • صفحة 1
  • صفحة 2
  • صفحة 3
  • صفحة 4
  • صفحة 5
  • صفحة 6
  • صفحة 7
  • صفحة 8
  • صفحة 9
  • صفحة 10
  • صفحة 11
  • صفحة 12
  • صفحة 13
  • صفحة 14
  • صفحة 15
  • صفحة 16
  • صفحة 17
  • صفحة 18
  • صفحة 19
  • صفحة 20
  • صفحة 21
  • صفحة 22
  • صفحة 23
  • صفحة 24
  • صفحة 25
  • صفحة 26
  • صفحة 27
  • صفحة 28
  • صفحة 29
  • صفحة 30
  • صفحة 31
  • صفحة 32
  • صفحة 33
  • صفحة 34
  • صفحة 35
  • صفحة 36
  • صفحة 37
  • صفحة 38
  • صفحة 39
  • صفحة 40
  • صفحة 41
  • صفحة 42
  • صفحة 43
  • صفحة 44
  • صفحة 45
  • صفحة 46
  • صفحة 47
  • صفحة 48
  • صفحة 49
  • صفحة 50
  • صفحة 51
  • صفحة 52
  • صفحة 53
  • صفحة 54
  • صفحة 55
  • صفحة 56
  • صفحة 57
  • صفحة 58
  • صفحة 59
  • صفحة 60
  • صفحة 61
  • صفحة 62
  • صفحة 63
  • صفحة 64
  • صفحة 65
  • صفحة 66
  • صفحة 67
  • صفحة 68
  • صفحة 69
  • صفحة 70
  • صفحة 71
  • صفحة 72
  • صفحة 73
  • صفحة 74
  • صفحة 75
  • صفحة 76
  • صفحة 77
  • صفحة 78
  • صفحة 79
  • صفحة 80
  • صفحة 81
  • صفحة 82
  • صفحة 83
  • صفحة 84
  • صفحة 85
  • صفحة 86
  • صفحة 87
  • صفحة 88
  • صفحة 89
  • صفحة 90
  • صفحة 91
  • صفحة 92
  • صفحة 93
  • صفحة 94
  • صفحة 95
  • صفحة 96
  • صفحة 97
  • صفحة 98
  • صفحة 99
  • صفحة 100
  • صفحة 101
  • صفحة 102
  • صفحة 103
  • صفحة 104
  • صفحة 105
  • صفحة 106
  • صفحة 107
  • صفحة 108
  • صفحة 109
  • صفحة 110
  • صفحة 111
  • صفحة 112
  • صفحة 113
  • صفحة 114
  • صفحة 115
  • صفحة 116
  • صفحة 117
  • صفحة 118
  • صفحة 119
  • صفحة 120
  • صفحة 121
  • صفحة 122
  • صفحة 123
  • صفحة 124
  • صفحة 125
  • صفحة 126
  • صفحة 127
  • صفحة 128
  • صفحة 129
  • صفحة 130
  • صفحة 131
  • صفحة 132
  • صفحة 133
  • صفحة 134
  • صفحة 135
  • صفحة 136
  • صفحة 137
  • صفحة 138
  • صفحة 139
  • صفحة 140
  • صفحة 141
  • صفحة 142
  • صفحة 143
  • صفحة 144
  • صفحة 145
  • صفحة 146
  • صفحة 147
  • صفحة 148
  • صفحة 149
  • صفحة 150
  • صفحة 151
  • صفحة 152
  • صفحة 153
  • صفحة 154
  • صفحة 155
  • صفحة 156
  • صفحة 157
  • صفحة 158
  • صفحة 159
  • صفحة 160
  • صفحة 161
  • صفحة 162
  • صفحة 163
  • صفحة 164
  • صفحة 165
  • صفحة 166
  • صفحة 167
  • صفحة 168
  • صفحة 169
  • صفحة 170
  • صفحة 171
  • صفحة 172
  • صفحة 173
  • صفحة 174
  • صفحة 175
  • صفحة 176
  • صفحة 177
  • صفحة 178
  • صفحة 179
  • صفحة 180
  • صفحة 181
  • صفحة 182
  • صفحة 183
  • صفحة 184
  • صفحة 185
  • صفحة 186
  • صفحة 187
  • صفحة 188
  • صفحة 189
  • صفحة 190
  • صفحة 191
  • صفحة 192
  • صفحة 193
  • صفحة 194
  • صفحة 195
  • صفحة 196
  • صفحة 197
  • صفحة 198
  • صفحة 199
  • صفحة 200
  • صفحة 201
  • صفحة 202
  • صفحة 203
  • صفحة 204
  • صفحة 205
  • صفحة 206
  • صفحة 207
  • صفحة 208
  • صفحة 209
  • صفحة 210
  • صفحة 211
  • صفحة 212
  • صفحة 213
  • صفحة 214
  • صفحة 215
  • صفحة 216
  • صفحة 217
  • صفحة 218
  • صفحة 219
  • صفحة 220
  • صفحة 221
  • صفحة 222
  • صفحة 223
  • صفحة 224
  • صفحة 225
  • صفحة 226
  • صفحة 227
  • صفحة 228
  • صفحة 229
  • صفحة 230
  • صفحة 231
  • صفحة 232
  • صفحة 233
  • صفحة 234
  • صفحة 235
  • صفحة 236
  • صفحة 237
  • صفحة 238
  • صفحة 239
  • صفحة 240
  • صفحة 241
  • صفحة 242
  • صفحة 243
  • صفحة 244
  • صفحة 245
  • صفحة 246
  • صفحة 247
  • صفحة 248
  • صفحة 249
  • صفحة 250
  • صفحة 251
  • صفحة 252
  • صفحة 253
  • صفحة 254
  • صفحة 255
  • صفحة 256
  • صفحة 257
  • صفحة 258
  • صفحة 259
  • صفحة 260
  • صفحة 261
  • صفحة 262
  • صفحة 263
  • صفحة 264
  • صفحة 265
  • صفحة 266
  • صفحة 267
  • صفحة 268
  • صفحة 269
  • صفحة 270
  • صفحة 271
  • صفحة 272
  • صفحة 273
  • صفحة 274
  • صفحة 275
  • صفحة 276
  • صفحة 277
  • صفحة 278
  • صفحة 279
  • صفحة 280
  • صفحة 281
  • صفحة 282
  • صفحة 283
  • صفحة 284
  • صفحة 285
  • صفحة 286
  • صفحة 287
  • صفحة 288
  • صفحة 289
  • صفحة 290
  • صفحة 291
  • صفحة 292
  • صفحة 293
  • صفحة 294
  • صفحة 295
  • صفحة 296
  • صفحة 297
  • صفحة 298
  • صفحة 299
  • صفحة 300
  • صفحة 301
  • صفحة 302
  • صفحة 303
  • صفحة 304
  • صفحة 305
  • صفحة 306
  • صفحة 307
  • صفحة 308
  • صفحة 309
  • صفحة 310
  • صفحة 311
  • صفحة 312
  • صفحة 313
  • صفحة 314
  • صفحة 315
  • صفحة 316
  • صفحة 317
  • صفحة 318
  • صفحة 319
  • صفحة 320
  • صفحة 321
  • صفحة 322
  • صفحة 323
  • صفحة 324
  • صفحة 325
  • صفحة 326
  • صفحة 327
  • صفحة 328
  • صفحة 329
  • صفحة 330
  • صفحة 331
  • صفحة 332
  • صفحة 333
  • صفحة 334
  • صفحة 335
  • صفحة 336
  • صفحة 337
  • صفحة 338
  • صفحة 339
  • صفحة 340
  • صفحة 341
  • صفحة 342
  • صفحة 343
  • صفحة 344
  • صفحة 345
  • صفحة 346
  • صفحة 347
  • صفحة 348
  • صفحة 349
  • صفحة 350
  • صفحة 351
  • صفحة 352
  • صفحة 353
  • صفحة 354
  • صفحة 355
  • صفحة 356
  • صفحة 357
  • صفحة 358
  • صفحة 359
  • صفحة 360
  • صفحة 361
في هذا الجزء اجتهدنا أنْ نوقظ القلوب الغافلة، ونردَّ العقول الشاردة، ونقوِّي العزائم المسترخية، وأنْ نبيِّن للناس أهمية التَّوْبة وضرورتها وفضلها، ووجوب فوريَّتها، ونبيِّن مقوماتها وأركانها وأهم أحكامها، كما نبيِّن ثمراتها ومكاسب التَّائب من ورائها في الدنيا والآخرة، كما بينَّا الموانع منها، والعقبات في طريقها، ثم البواعث عليها، وقد أطلنا في ذلك لشدَّة الحاجة إليه في عصر الشهوات والغفلات والشبهات.
ولقد اهتمَّ علماء السُّلوك جميعًا بالتَّوبة، وتحدَّثوا عنها؛ عن حقيقتها وأركانها، وشروطها: من أبي القاسم الجُنَيد وأبي سليمان الدَّاراني وذي النُّون المصري ورابعة العدوية، وغيرهم.
وكذلك المؤلفون في السلوك: من المحاسبي إلى المكِّي إلى القُشَيْري إلى الغزالي إلى ابن القيِّم، إلى مَن بعدهم.
ولقد بيَّن الإمام الغزالي في مقدمة كتاب «التوبة» من «الإحياء» أنَّ «التَّوْبة عن الذنوب بالرجوع إلى ستَّار العيوب وعلَّام الغيوب مبدأ طريق السَّالكين، ورأس مال الفائزين، وأول أقدام المريدين، ومفتاح استقامة المائلين، ومطلع الاصطفاء والاجتباء للمقرَّبين، ولأبينا آدم ! وعلى سائر الأنبياء أجمعين.
وما أجدر بالأولاد الاقتداء بالآباء والأجداد! فلا غرو إن أذنب الآدمي واجترم، ومن أشبه أباه فما ظلم، ولكنَّ الأب إذا جبَر بعد ما كسر، وعمر بعد أن هدم، فليكن النزوع إليه في كلا طرفي النفي والإثبات، والوجود والعدم، ولقد قرع آدم سنَّ الندم، وتندَّم على ما سبق منه وتقدَّم، فمن اتخذه قدوة في الذَّنب دون التَّوبة، فقد زلَّت به القدم، بل التجرد لمحض الخير دأب الملائكة والمقرَّبين، والتجرُّد للشرِّ دون التلافي سجيَّة الشياطين، والرجوع إلى الخير بعد الوقوع في الشرِّ ضرورة الآدميِّين؛ فالمتجرِّد للخير مَلَك مقرَّب عند الملك الديَّان، والمتجرِّد للشرِّ شيطان، والمتلافي للشرِّ بالرجوع إلى الخير بالحقيقة إنسان؛ فقد ازدوج في طينة الإنسان شائبتان، واصطحب فيه سجيَّتان، وكلُّ عبدٍ مصحِّح نسبَه، إمَّا إلى المَلَك، أو إلى آدم، أو إلى الشيطان؛ فالتَّائب قد أقام البرهان، على صحة نسبه إلى آدم بملازمة حدِّ الإنسان، والمصرُّ على الطغيان مسجِّل على نفسه بنسب الشيطان، فأمَّا تصحيح النَّسب إلى الملائكة بالتجرُّد لمحض الخير، فخارج عن حيِّز الإمكان؛ فإنَّ الشرَّ معجونٌ مع الخير في طينة آدم عجنًا مُحْكَمًا، لا تُخلِّصه إلَّا إحدى النَّارين: نار النَّدم، أو نار جهنَّم»(1).

مفضلتي (4 كتاب)