***
خصائص الطَّريق إلى الله
***
المراقبة والمحاسبة، كلتاهما منزلةٌ من منازل السَّائرين والسَّالكين في الطَّريق إلى الله جلَّ شأنه.
فهذا الطَّريق له صفاته وخصائصه، الَّتي يجبُ أن يراعيَها السَّالك، حتَّى يمضيَ فيه على بصيرة، ويعرف ما فيه من عقبات وأشواك، وما فيه من مزالق ومطبَّات، وما يمكن أن يعترضه من قُطَّاع الطَّريق، أو يشوِّش عليه من الشركاء المشاكسين، وما يحتاج إليه في الطَّريق من غذاء للأرواح، أو دواء للأدواء، أو أدوات مساعدة، أو أعوان مساندين، ومسهِّلين لاستمرار السَّيْر في سلاسة وسلامة.
ومن خصائص هذا الطريق:
1 ـ أنَّه طريقٌ طويل، ولهذا يحتاج إلى صبر، كما قال تعالى: ﴿ رَّبُّ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَٱعْبُدْهُ وَٱصْطَبِرْ لِعِبَـٰدَتِهِۦ ۚ هَلْ تَعْلَمُ لَهُۥ سَمِيًّا ﴾ .
2 ـ أنَّه مليء بالعَقَبات، مفروشٌ بالأشواك، مضرَّجٌ بالدماء، كما قال تعالى: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ ۗ أَلَآ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ .
1
خصائص الطَّريق إلى الله