***
2
***
المراقبة والمحاسبة، وما يتبعهما تدور حول «النَّفس الإنسانية» ونوازعها ودوافعها الفطرَّية والمكتَسَبة، الخيِّرة والشريرة، الطيِّبة والخبيثة.
ولقد حدَّثنا القرآن عن هذه النفس، فتبيَّن لنا: أنها ثلاثة أنواع، وإن شئتَ فقُل: إنَّها ثلاث حالات لهذه النفس.
1 ـ النَّفس الأمَّارَة بالسُّوء:
أولاها: «النَّفس الأمَّارَة بالسُّوء»، وهذا هو الأصل فيها إذا تُركت لغرائزها أو لدوافعها ونزعاتها وحدها، ولم تهتدِ بهُدَى الله، الَّذي بعث به رسلَه، وأنزل به كتبَه، ليهديها إلى الصَّراط المستقيم، وليربِّيها على المنهج القويم، ويوجِّه ما فيها من تطلُّعات وَرَغبَات إلى الحق والخير، ويعاملها بالترغيب والترهيب حتَّى تستقيم على الجادة، وتقف عند حدود الله، ولا تتعداها.
والنَّفس مستعدّة للفجور وللتقوى، ولعل استعدادها للفجور أقوى، لذلك قدَّم الله الفجور على التقوى، فقال: ﴿ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَىٰهَا ﴾ ، إذا تُركت لأهوائها، فإنَّها تميل إلى الفجور.
كلمة عن النَّفس البشرية
2