ومطلوب من الإنسان أن يقوم بدور في تزكيتها، أي: في تطهيرها وتنميتها، حتَّى يعلو تقواها على فجورها، وحتى يُفلح صاحبها، كما قال تعالى: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّىٰهَا 7 فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَىٰهَا 8 قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّىٰهَا 9 ﴾ . أي: طهَّرها من الشرك، ومن المعاصي، ومن الرذائل، وحلَّاها ونمَّاها بالتوحيد والطَّاعات والفضائل.
لا بدَّ من تخلية ومن تحلية، لا بدَّ من هدم ومن بناء، لا بدَّ أن تهدم الشَّر في نفسك، وأن تبني الخير على أنقاضه. هذا ما ينبغي للإنسان المؤمن أن يفعله.
والنَّفس ـ كما يقول علماء التزكية ـ دابَّة حرون(1) لا تُتْرك لأهوائها وشهواتها. هي كما قال الإمام الغزالي: إنَّها عند الشهوة بهيمة، وعند الغضب سبُع، وعند النعمة تراها فرعونًا، وعند المصيبة تراها طفلًا صغيرًا، وعند الجوع تراها مجنونًا، وعند الشبع تراها مختالًا فخورًا.
كحمارِ السُّوءِ إنْ أشْبَعْتَهُ
رَمَحَ الناسَ وإنْ جَاعَ نَهَق19871987
الصفات المذمومة في الإنسان:
ومن هنا وصف القرآن الإنسان بعدد من الصفات المذمومة في ذاتها، ما لم يتداركها بالتربية والتزكية والمجاهَدَة، مثل قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ .