ونحن نرى أن اهتمام القرآن، وعناية الرسول ﷺ والصحابة @ بهذين الركنين في التربية والسلوك الإسلامي، والتشديد في شأن كلٍّ منهما، واعتبارهما ركنين مهمَّين لكل مسلم ومسلمة، تُغنينا عن مفردات الأحاديث التي لا تصل إلى مرتبة القبول.
وقد ذكر الإمام ابن القيم عند حديثه عن كل من الصبر والشكر في كتابه «مدارج السالكين شرح منازل السائرين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين»: أنه نصف الإيمان، وإن لم يذكر الحديث الذي ينُصُّ على ذلك، كأنما ينظر إلى مدلول الآيات، وما في مجموع الأحاديث من معانٍ يؤخذ منها هذا المعنى الكبير(1).
وقد وجه الإمام ابن القيم هذا التنصيف للإيمان فكان ممَّا قال في ذلك: «الإيمان اسم لمجموع القول والعمل والنية، وهي ترجع إلى شطرين: فعل وترك. فالفعل هو العمل بطاعة الله، وهو حقيقة الشكر، والترك هو الصبر عن المعصية، والدين كله في هذين الشيئين: فعل المأمور، وترك المحظور»(2).
اقتران الصبر بالشكر:
والإيمان ـ كما رُوِيَ في بعض الأحاديث نصفان ـ نصف شكر، ونصف صبر(3).
فالصبر: هو العنصر المُكمِّل للشكر، فالحياة: نعماء وبأساء، أو سرَّاء وضرَّاء، فالنَّعماء والسرَّاء تُقابَل بالشكر، والبأساء والضراء تقابَل بالصبر.