ماذا يفعل المسلم في يومه وليلته؟ وماذا يقول حينما ينام؟ وماذا يقول حينما يستيقظ من نومه؟ وماذا يقول عندما يأكل، وعندما يشرب، وعندما يلبس ثوبه، وعندما يخرج من بيته، وعندما يدخله، وعندما يركب دابته؟ إلخ. وفي المواقف المختلفة التي تعرض للإنسان في الحياة، مثل هبوب الرياح، ونزول الأمطار، وحدوث الأمراض، ووقوع مصيبة الموت، ليذكر بها ربَّه، ويدعوه منيبًا إليه، فـ «الدعاءُ هو العبادة»(1).
لقد علَّمنا رسول الله ﷺ أنَّ كل أمر من أمور حياتنا له ذكرٌ خاصٌّ به، وله دعاءٌ مأثور، وله أدبٌ من الآداب.
وإذا حافظ المؤمن على هذه الأدعية والأذكار كان من الذاكرين الله كثيرًا، وقد قال تعالى: ﴿ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا ٱذْكُرُوا ٱللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا 41 وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا 42 ﴾ ، ﴿ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُوا وَٱذْكُرُوا ٱللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ .
وأنواع الذكر وصِيَغه كثيرة، منها: التَّسبيح، والتَّحميد، والتَّهليل، والتَّكبير، والدُّعاء، والاستغفار، والصَّلاة على النبيِّ ﷺ .
وقد حرصت على التزام الذِّكْر بالمأثور في هذا كلِّه لعدَّة أمور:
1 ـ أنَّ الصيغ المأثورة لا تدانيها صيغة أخرى لا في مضمونها ولا في أسلوبها، فهي آية من آيات الله في الشمول والبلاغة والوضوح وقوة التأثير، وهذا من بركات النبوَّة.
2 ـ أنَّ كلام غير المعصوم قد يدخله شيءٌ من الغلوِّ أو التقصير، وبهذا يكون عُرْضة للقيل والقال، ودعْ ما يَريبك إلى ما لا يَرِيبك.
3 ـ أنَّ في الذِّكْر بالمأثور أجرَيْن: أجر الذكر، وأجر الاتِّباع، ولا يليق بالعاقل أن يضيع أجر الاتِّباع بلا مسوِّغ.