وفي كلِّ كُتُبِ السُّنَّة المصنَّفة على الموضوعات والأبواب: نجد كتابًا يحمل عنوان: الذكر والدُّعاء أو الدعوات، وقد يفرد كتاب للاستغفار خاصَّة، وهو نوع من الدُّعاء، وكذلك للصلاة على النبي ﷺ ، وهي لون من الدُّعاء.
وقد وردت عن النبي ﷺ دعوات وأذكار خاصَّة ناجى بها ربَّه في أوقات وأحوال ومناسبات شتَّى، يلوح منها نور النبوَّة، ويفوح منها شذا الرسالة، وقد أُلِّفت فيها كتبٌ خاصَّة، منذ عهد الإمام النَّسائي، وتلميذه ابن السُّنِّي، ثم كتاب الأذكار للنووي، والكلم الطيِّب لابن تيمية، والوابل الصيِّب لابن القيِّم، والحصن الحصين للجزري، وتحفة الذاكرين للشوكاني، وغيرها.
وفي عصرنا ألَّف الداعية الكبير الشيخ محمَّد الغزالي 5 كتابه «فنُّ الذكرِ والدُّعاء عند خاتم الأنبياء» عرض فيه كثيرًا من الدعوات والأذكار النبويَّة بقلم الأديب، ورُوح الداعية، وقلب المؤمن، وحرارة المحبِّ لله تعالى ولرسول الله ﷺ .
والحقُّ أنَّ الدعوات النبوية خليقة بأن تُفْرد بدراسات متخصِّصة شتَّى، من ناحية بلاغتها وعذوبتها، ومن ناحية محتواها ومضامينها، ومن ناحية تأثيرها في العقل والوجدان، فهي مجال لدراسة الأدباء والنفسيِّين والتربويِّين والدُّعاة وغيرهم.
هذا وقد أتيح لي أن أقف بين يدري ربِّي جلَّ ثناؤه وتباركت أسماؤه، باسطًا يَدَيَّ بالدُّعاء كلَّ سنة في صلاة التراويح في شهر رمضان، وفي قنوت الوتر خاصَّة، وفي بعض الليالي أطيل الدُّعاء والتضرُّع إلى الله 2 ، وخصوصًا في العَشْر الأواخر من الشهر الكريم، وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان، وبالأخصِّ ليلة ختْم القرآن الكريم.