وقال(1):
وإذا أصيبَ القومُ في أخلاقِهم
فأقِمْ عليهم مأتمًا وعَوِيلَا
فعلينا جميعًا أن نقف مع الداعين لبناء الأخلاق القويمة، المؤسَّسة على الإيمان والعقل، فإنَّ أمة تُبنى على إيمان عميق، وخُلُق وثيق، لا يمكن أن تُهزَم أبدًا، وسينصرها الله في كل الميادين، وينصر أجيالها الصالحين المُصْلِحين، الَّذين يِقودونها بمواريث النبوات الهادية، والعقول المشرقة، إلى قيم الحقِّ والخير.
وها أنا أقدِّم اليوم هذا الكتاب الَّذي طال انتظاره، وتأخَّر صدوره، وكان مشروعًا علميًّا أعلنت عنه منذ أربعين عامًا، ووعدت في افتتاح مركز «التشريع والأخلاق» أن يكون في مطبوعاته، فجمعتُ ما تفرَّق لديَّ من كتابات قديمة متناثرة، وأضفت عليها إضافات ضافية، ورتَّبْتُها ترتيبًا جديدًا.
ويسعدني أن يكون هذا الكتاب من إصدارات مركزين علميين، أتَّصل بهما ويتصلان بي اتِّصالًا وثيقًا، وهما: «مركز القرضاوي للوسطية الإسلامية والتجديد» الَّذي يديره الدكتور: محمد خليفة حسن، و«مركز التَّشْريع والأخلاق» الَّذي يديره الدكتور: طارق سعيد رمضان، وفَّقهما الله إلى كل حق وخير.
ولا يفوتني أن أشكر المركزين ومديريهما والعاملين فيهما، على حرصهما على طباعة الكتاب باسم مركزيهما، وأحمد الله الَّذي أعانني على تقديمه لهما ـ مع كثرة المعوِّقات وعِظَم المسؤوليات ـ في هذه الصفحات، الَّتي أسأل الله تعالى أن يتقبلها مني، وينفع بها قرائي، الَّذين يترقبون إنجاز أعمالي وتحقيق آمالي.