ويقول عن نفسه: «حُبِّب إليَّ من دنياكم النساءُ والطِّيبُ، وجُعلتْ قُرَّة عيني في الصلاة»(1).
فكيف يخالف عليٌّ 3 هذا كله وغيره، ويطلق القول: إنَّ المرأة شرٌّ كلها؟!
ونستطيع ـ لو صحَّ هذا القول عن علي ـ أن نسأله: ما قولك في زوجك وأمِّ ولديك السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، أعني فاطمة سيدة النساء # ؟ هل يقبل الإمام علي أو يقبل المسلمون منه أن يقول عنها: إنَّها شرٌّ كلها؟!
إنَّ فطرة المرأة ليست مخالفة لفطرة الرجل، فكلتاهما تقبل الخير والشر، والهدى والضلال، كما قال تعالى: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّىٰهَا 7 فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَىٰهَا 8 قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّىٰهَا 9 وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا 10 ﴾ .
وكيف يتصوَّر أن تكون المرأةُ شرًّا كلُّها، ومع هذا لا يكون منها بد؟ كيف يخلق الله شرًّا مطلقًا، ثمَّ يسوق النَّاس إليه سوقًا بسوط الحاجة والضرورة؟
بل المتأمِّل في الكون كلِّه يجد أنَّ الخير فيه هو الأصل والقاعدة، وما يتراءى لنا من شرٍّ فهو جزئيٌّ ونسبيٌّ، ومغمور في الخير الكُلِّي العام المطلق، وهو في الواقع لازم من لوازم الخير، ولهذا كان من مناجاة النبيِّ ﷺ لربه: «والشرُّ ليس إليك»(2). وفي القرآن الكريم: ﴿ بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ ﴾ .