حقائق بين يدي الكتاب
قبل أن أشرع في الإجابة عن الأسئلة المطروحة، أحبُّ أن أضع بعض الحقائق الأساسية أمام إخواني القراء:
الحقيقة الأولى:
أنَّ الَّذي نتقيد به ونلتزمه وجوبًا هو النصُّ المعصوم من كتاب الله تبارك وتعالى وسنة رسوله ﷺ ، وذلك بموجب عقد الإيمان: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ .
الحقيقة الثانية:
ما أجمع عليه العلماء إجماعًا مُتَيَقَّنًا ـ لا مُدَّعًى ـ فنحن ملتزمون به؛ لأنَّ هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة، ما لم يكن هذا الإجماع مبنيًّا على ظرف أو وضع لم يعد قائمًا.
الحقيقة الثالثة:
أنَّ ما اختلف فيه العلماء فهو رحمة بالأمة وسعة لها، ومن حق أهل العلم أن يختاروا من هذه الآراء المختلفة ما هو أقوم قيلًا، وأهدى سبيلًا، وهذا أمر تختلف فيه العقول والمدارك، من حيث النظر إلى الظواهر أو إلى المقاصد، ومن حيث الميل إلى التيسير أو التشديد، ومن حيث قوَّة الاستنباط أو ضعفه.