س: ما مكانة الحج؟ ولم فرضه الله مرَّة واحدة على من استطاع إليه سبيلًا؟ وما المراد من «استطاعة السبيل»؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه.
(وبعد)
الحج عبادة متميزة؛ لأنَّها عبادة بدنية ومالية.. فالصلاة والصيام عبادتان بدنيتان، والزكاة عبادة مالية، وأمَّا عبادة الحج فإنَّها تجمع بين البدنية والمالية؛ لأنَّ الإنسان يبذل فيها جهدًا ببدنه، ويبذل فيها نفقة من ماله في سفره ومكثه لأداء الشعائر؛ لذلك نرى الحج هو الفريضة الَّتي ذكر الله فيها من استطاع إليه سبيلًا: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ .
والنبي ﷺ حينما ذكر أركان الإسلام الخمسة، ذكر حجَّ البيت لمن استطاع إليه سبيلًا(1)؛ لأنَّ كلَّ إنسان قادر على أن يصلِّي أو يصوم، لكن ليس كل إنسان قادرًا على أن يذهب إلى الأرض المقدسة، لذلك كان من رحمة الله 4 أن جعله مرَّة واحدة في العمر؛ لأنَّ الله سبحانه لا يريد أن يكلِّف عباده شططًا، ولا أن يرهقهم من أمرهم عسرًا، يريد الله بهم اليسر ولا يريد بهم العسر، وما جعل عليهم في الدين من حرج، فالتكليف في الإسلام بحسب الوسع، ﴿ لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ .
فرض الحج مرَّة واحدة