ومن أروع ما هدى إليه القرآن في جانب الفكر والعلم: تنويهه بـ «أُولي الألباب» و«أُولي النُّهَى» أي أصحاب العقول، وإشادته بهم في مواضع شتَّى من سوره المكية والمدنية على سواء.
ولقد ذكر بعض الكاتبين أنَّ القرآن الكريم اهتم بفعل «عقل» وما يُشتق منه مثل قوله: «يعقلون» أو «تعقلون»، ولكنَّه لم يذكر «العقل» باعتبارها مَلَكة أو جوهرًا في الإنسان تصدر عنه العمليات العقلية المختلفة من التَّفَكُّر والتذكر والاعتبار ونحوها.
وهذا صحيح إذا نظرنا إلى لفظة «العقل»، ولكن إذا نظرنا إلى المعنى المقصود بها، رأينا ذلك في الكتاب العزيز منصوصًا عليه بوضوح في هذه الكلمة «الألباب» أي: العقول، وهي: جمع «لُبٍّ»، وهو: ما يقابل القشر، فكأنَّ القرآن يشير هنا إلى أنَّ الإنسان قسمان: قشر ولُبٌّ، فالجسم هو: القشر، والعقل هو: اللُّبُّ.
وقد وردت كلمة: ﴿ ﯨ ﯩ ﴾ أو ﴿ أُولِي الْأَلْبابِ ﴾ في القرآن ست عشرة مرَّة. تسعة منها في القرآن المكي، وسبعة في القرآن المدني(1).
إشادة القرآن بأُولي الألباب والنُّهى