الثالثة: قوله: ﴿ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﴾ [المائدة:١٠٠].
إنَّ كثيرًا من النَّاس يهتمون بالكم والعدد، ولا يهتمون بالكيف والنوع، ولكنَّ أولي الألباب هم الَّذين يعنيهم الكيف، ويهمهم الطيب وإن كان قليلًا. لهذا أمرهم الله هنا بالتقوى رجاء الفلاح في الدنيا والآخرة.
الرابعة: قوله: ﴿ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ❁ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﴾ [الطلاق: ١٠، ١١].
والخطاب لأولي الألباب هنا ليتبيَّنوا قدر الذكر الَّذي أنزله الله إليهم، مجسَّمًا في رسول يمثل الإيمان الحيَّ بِسُنَّته وسيرته، ويُخرجهم من الظلمات إلى النور.
والآيات الأربعة الأُخرى نجد منها آية في سورة البقرة: ﴿ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﴾ [البقرة:٢٦٩]. وهي ترشد إلى أنَّ الحق من ينتفع بالحكمة هم أُولو الألباب، الَّذين يضعون الأشياء في مواضعها، ويعطون كلَّ ذي حقٍّ حقَّه.
وفي سورة آل عمران ذكر أُولو الألباب مرتين:
مرة في أولها في مقام الحديث عن الآيات المتشابهات، فهم لا يهلكون عندها كما يفعل الَّذين في قلوبهم زيْغ، ممن يتَّبعون ما تشابه من القرآن، بل هم يردُّون المتشابهات إلى المحكمات الَّتي هنَّ أمُّ الكتاب ومعظمه، وهذا من ثمار رسوخهم في العلم وتمكُّنهم منه، فهم كما وصفهم القرآن: ﴿ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﴾ [آل عمران:٧].