هناك قراءات مختلفة للقرآن الكريم، لا تسير على منهج، وإنَّما تسير على أهواء أصحابها، حتَّى إنَّ مؤتمرًا عُقد منذ مدَّة في باريس للنسويَّة الإسلاميَّة، هؤلاء النسوة اللائي اجتمعْنَ يُردْنَ تفسيرًا جديدًا للنصوص، خصوصًا لنصوص القرآن، وهنَّ يقلن: إنَّ التفسيرات الموجودة للقرآن الكـريـم كلُّها تفسيرات ذكورية، الرجال هم الَّذين فسَّروا القرآن، نريد تفسيرات نسويَّة. المرأة هي الَّتي تفسِّر القرآن!
وهكذا أصبحنا نجد أناسًا يتلاعبون بهذا القرآن، ومن ثَمَّ يتلاعبون بهذا الدين، يمكن أن يكون لكلِّ بلد تفسير، ولكلِّ بلد دين، بل لكلِّ مجموعة دين، بل لكلِّ شخص دين، وَفْق قراءته للقرآن، ولذلك كان على أهل العلم وأهل الفكر الَّذين يملكون مؤهلات التفسير: أن يقوموا بتفسير القرآن، ليس تبعًا للهوى، وليس مجرَّد رأي مطلق.
القواعد الحاكمة للتفسير:
هناك قواعد حاكمة للتفسير:
1 ـ تفسير القرآن بالقرآن:
أوَّل هذه القواعد: أن نُفسِّر القرآن بالقرآن، التفسير القرآني للقرآن، والقرآن يُفسِّر بعضه بعضًا، ويُصَدِّق بعضه بعضًا: ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ ٱخْتِلَـٰفًا كَثِيرًا ﴾ .
ما أُجْمِلَ في موضع يُفَصَّل في موضع آخر، وما أُبْهِمَ في مكانٍ يفسر في مكانٍ آخر، وما عُمِّم في سورةٍ يُخصَّص في أخـرى، وما أطلـق في ناحيةٍ يُقيَّد في ناحيـة أخرى، والقرآن لا بدَّ أن يؤخذ بمجموعه، لا تؤخذ جملة منه وتُتْرَك النصوص الأخرى، لا بدَّ أن نفسِّر القرآن بالقـرآن.