2 ـ تفسير القرآن بصحيح السُّنَّة:
ثاني هذه القواعد: أن نُفَسِّر القرآنَ بما صحَّ في سُنَّة النبيِّ ﷺ ، فهو المكلَّف من الله تعالى ببيان القرآن: ﴿ وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾ ، هو المُبَيِّن بقوله وعمله وتقريره حقائق القرآن الكريم.
3 ـ الاهتداء بتفسير السلف:
وثالثها: أن نهتدي بتفسير السَّلف: تفسير الصحابة، وتفسير التابعين، وتفسير الأئمَّة، خصوصًا ما أجمعوا عليه. وما لم يجمعوا عليه، لنا أن نختار من تفسيرهم، ولنا أن نُخالفهم أيضًا، ولكن متَّبعين اللغةَ العربيَّة، ننظر للنصِّ من خلال سياقه، مستعينين بأسباب النزول.
السلف حينما فسَّروا القرآن لم يُفَسِّروه بأهوائهم، ولذلك لا يُمكننا أن نضرب بهذا التراث التفسيري عُرْض الحائط، كما قال بعضهم بكلِّ جرأة: لا الصحابة، ولا التابعون، ولا المفسِّرون بالرواية أو الدراية، لا يُهمُّني هذا كلُّه، أنا أبدأ تفسير القرآن من جديد!
يقول أحدهم: «إنَّ القارئ يلاحظ بشكلٍ واضحٍ أنَّنا في فهمنا للكتاب نقف على أرضيَّة القرن العشرين دون إغفال التطور التاريخي لتفاعل الأجيال المتعاقبة مع الكتاب (التفاسير والمذاهب الفقهية)، حيث كانت نظرتنا لهذه الأدبيات على أنَّها تفاعل تاريخي مع الكتاب، ولذا فإنَّها تدخل ضمن التراث العربي الإسلامي.
فالفقه الإسلامي الموروث يعكس المشاكل الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة والسياسيَّة في مرحلة تاريخيَّة معينة، والتفاسير تعكس الأرضيَّة المعرفيَّة للمرحلة التاريخيَّة الَّتي كتب فيها التفسير، واعتبرنا أنَّها لا تحمل طابَع القدسيَّة»(1)!