الحمد لله الَّذي بنعمته تتمُّ الصالحات، وبفضله تتنزَّل الخيرات والبركات، وبتوفيقه تتحقَّق المقاصد والغايات، الَّذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أنْ هدانا الله، وأزكى صلوات الله وتسليماته على معلِّم النَّاس الخير، وهادي البشريَّة إلى الرُّشْد، رحمة الله للعالمين، ونعمته على المؤمنين، وحجَّته على النَّاس أجمعين، سيِّدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا محمَّد، وعلى آله وصحبه الَّذين آمنوا به وعزَّروه ونصروه، واتَّبعوا النور الَّذي أنزل معه، أولئك هم المفلحون، ورضي الله عمَّن دعا بدعوته، واهتدى بسُنَّته، وجاهد جهاده إلى يوم الدين.
( أمَّا بعد)
فكتاب الله 8 هو النور الهادي، وهو البلسم الشافي، هو الَّذي يهدي للَّتي هي أقوم، من قال به صدق، ومن علم علمه سبق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدِيَ إلى صراطٍ مستقيم، فيه نبأ ما قبلنا، وخبر ما بعدنا، وحكم ما بيننا، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبَّار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلَّه الله.
هو المرجع الأول والأساس للإسلام: تشريعًا وتوجيهًا ودعوة وتربية وتعليمًا، فلا عجب أنْ نحيا مع القرآن العظيم، نقتبس من سناه، ونهتدي بهداه، وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿ يَـٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ ٱلْكِتَـٰبِ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌ وَكِتَـٰبٌ مُّبِينٌ 15 يَهْدِى بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَـٰمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِهِۦ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ 16 ﴾ .
مـقـدمــة