هو المرجع الأول والأساس للإسلام: تشريعًا وتوجيهًا ودعوة وتربية وتعليمًا، فلا عجب أنْ نحيا مع القرآن العظيم، نقتبس من سناه، ونهتدي بهداه، وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿ يَـٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ ٱلْكِتَـٰبِ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌ وَكِتَـٰبٌ مُّبِينٌ 15 يَهْدِى بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَـٰمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِهِۦ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ 16 ﴾ .
هو أفضل ما يعيش الإنسان في ظلِّه وفي رحابه، ليتفقَّه في دين الله، ويفهم عن الله 8 ، ماذا يريد منه، وماذا يحبُّه ويرضاه؟
من أراد أن يعرف الإسلام، ويفهم الإسلام فليعرفه من مصادره المنقَّاة، ومن ينابيعه الصافية، وأعظم ينبوع في الإسلام: هو القرآن.
السُّنَّة يُحتجُّ على أنَّها مصدر بالقرآن، والإجماع احتجُّوا عليه بالقرآن، والقياس احتجُّوا عليه بالقرآن، كلُّ المصادر تستمدُّ حجِّيَّتها من القرآن الكريم، فلهذا كان التوجُّه إلى القرآن، نستقي منه، ونهتدي بهداه، ونقتبس من سناه، فهذا هو واجب العلماء والمعلمين والفقهاء والدعاة جميعًا.
لقد اخترنا سورة نعيش في رحابها ـ هي سورة (إبراهيم) ـ نُفَسِّرها تفسيرًا تحليليًّا، كما يقول علماء التفسير.
تقسيم علم التفسير إلى قسمين:
قسَّم العلماء التفسير أو (فنَّ التفسير) إلى قسمين:
النوع الأول: التفسير الموضوعي
قسم سمَّوه (التفسير الموضوعي)، ومعناه: أن نبحث عن موضوع معيَّن في القرآن الكريم كلِّه، نبحث مثلًا عن (المال في القرآن)، في كل سور القرآن مكيِّه ومدنيه، نبحث عن المال، وموقف القرآن من المال، هل يكره المال؟ أو يحبه؟ هل يحثُّ على كسبه؟ وبأي طريقة يكتسب؟ وهل يحثُّ على تنميته؟ وبأي طريق ينمَّى؟ نبحث عن توزيعه، وعن إنفاقه، إلى آخره.