هذا تفسير لآيات سورة الرعد، وهو تفسير تحليلي يتتبَّع السورة: آية آية، والآية: كلمة كلمة، ويحلِّل ألفاظها ومعانيها، وما يستنبط منها، يفسر القرآن الكريم بالقرآن، ثم بالسنة الصحيحة.مع مقدمة عن قواعد مهمة في علم التفسير.سورة الرعد هي السورة الثالثة عشرة...
أكرمنا الله سبحانه وتعالى بهذا القرآن، ونحن المسلمين وحدنا الَّذين نملك هذه الوثيقة السماويَّة الإلهيَّة الَّتي تتضمَّن كلمات الله تبارك وتعالى الأخيرة للبشريَّة، كلمات الله الَّتي لم تَشُبها شائبة، ولم يدخل عليها باطل من باطل الإنسان، ومن أهواء الإنسان وأوهامه وقصوره وأخطائه.
القرآن وعلومه وتفسيره \ 16 صـ
القرآن هو كتاب الله الَّذي ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ﴾ [فصلت:42]، تميَّز بأنه كتاب الخلود، كتاب الزمن كله، ليس كتاب عصر من العصور، ولا كتاب جيل دون جيل، ولهذا لم يستحفظه الله المسلمين، كما استحفظ التوراةَ أهلَها، إنَّما هو سبحانه الَّذي حفظه.
القرآن وعلومه وتفسيره \ 18 صـ
القرآن الكريم هو كتاب الإسلام، فهو المصدر الأول لهذا الدين يؤْخذ منه أوَّل ما يؤْخذ قواعد الدين ومقاصده وكلياته، وتأتي السنة المصدر الثاني؛ لتبيِّن وتفسِّر، ولكن الأساس في كتاب الله عزَّ وجلَّ، ولهذا قال الله تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾ لكلِّ شيء في أمور الدين، أما أمور الدنيا فقد تُركت لنا، وبحسب القرآن أن يشير إلى ما يهدي إليها فنحن أعلم بأمور دنيانا، أمَّا كليَّات الدِّين وقواعدُه، ومبادئه وأساسياتُه؛ فهي في القرآن.
القرآن وعلومه وتفسيره \ 17 صـ
الصبيان عندنا يحفظون القرآن، على عكس ما يوجد عند أهل الكتاب؛ إذ لا يوجد عندهم من يحفظ الكتاب المقدَّس ولا نصفَه ولا ربعَه ولا خمسَه ولا عُشرَه، لا على مستوى القسِّيسين والكرادلة والأساقفة فحسب؛ بل على كل المستويات الأعلى والأدنى، ولعلكم سمعتم وقرأتم عن صبية حفظوا القرآن، وأطفال دون السابعة حفظوه، وقُرًى بأكملها يحفظ أهلها القرآن.
القرآن وعلومه وتفسيره \ 17 صـ
ضمن الله القرآن وتكفَّل بحفظه، قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر:9]، والجملة الاسمية - كما يقول البلاغيون- إنَّها مؤكِّدة أكثر من الجملة الفعلية، فإذا دخلت عليها «إنَّ» وهي حرف تأكيد كان ذلك أكثر تأكيدًا، فإذا جاء الخبر مقرونًا بلام التأكيد ﴿وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ فهذا زيادة في المؤكِّدات الَّتي جاء بعضها وراء بعض لتدلّ على مدى الحفظ الإلهي، فالقرآن كتابٌ محفوظ، كتابٌ خالد.
القرآن وعلومه وتفسيره \ 20 صـ
احتاج القرآن إلى تفسير؛ لأنَّ الكلام البليغ الَّذي يوجز المعاني الكثيرة في ألفاظ قليلة يحتاج إلى أن يفسَّر ويشرح للناس، حتَّى يكتشفوا ما وراء كلماته من كنوز المعرفة والحقائق، ثم هناك ألفاظ قد تخفى معانيها على النَّاس وهو ما يعرف بعلم غريب القرآن.
القرآن وعلومه وتفسيره \ 17 صـ
القرآن هو كتاب الله الَّذي ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ﴾ [فصلت:42]، تميَّز بأنه كتاب الخلود، كتاب الزمن كله، ليس كتاب عصر من العصور، ولا كتاب جيل دون جيل، ولهذا لم يستحفظه الله المسلمين، كما استحفظ التوراةَ أهلَها، إنَّما هو سبحانه الَّذي حفظه.