هذه رسالة مركَّزة حول موسوعة للحديث الصحيح والحسن، تتضمن منهجًا مقترحًا لإعدادها، وما يجب أن تتضمَّنه، والطريقة الَّتي ينبغي أن تتمَّ بها، والخطوات اللازمة لذلك، مع نماذج تطبيقية ملحقة.* لقد عُني المسلمون منذ عهد الصحابة بالسُّنَّة النبويَّة؛ لأنها البيان النظري...
السُّنَّة - القوليَّة والفعليَّة والتقريريَّة - المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، والمرجع التفصيلي لتوجيه الحياة الإسلاميَّة، وإعطائه النموذج المثالي والعملي للإنسان المسلم، مجسَّدًا في حياة إنسان اصطفاه الله من خلقه، وصنعه على عينه، وجعله أسوة للبشر عامَّة، ولأهل الإيمان خاصَّة، كما قال تعالى: {لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا} [الأحزاب:21].
السنة النبوية وعلومها وكيف نفهمها \ 14 صـ
كانت عناية المسلمين بالقرآن عناية لا نظير لها، عناية بألفاظه، وحروفه، وعناية بمضمونه ومعناه، فحفظوه في صدورهم، وتلوه بألسنتهم، وكتبوه في مصاحفهم، وتناقلوه جيلًا بعد جيل، حتَّى وصل إلينا بالتواتر اليقيني، كما شرحوه وفسَّروه، وبيَّنوا إعجازه، واستنبطوا منه الأحكام والتوجيهات، وألفت في تفسيره وعلومه رسائل وكتب، مختصرات ومطولات، وكان ذلك الجهد الكبير من الأُمَّة تحقيقًا لقوله تعالى: {إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ}.
السنة النبوية وعلومها وكيف نفهمها \ 13 صـ
المسلم لا يكتفي بطلب الحَسَن من الطرائق، بل يسعى أبدًا إلى الَّتي هي أحسن، وهذا ما نصبو إليه، وعلى الله قصد السبيل، وهو حسْبُنا ونعم الوكيل.
السنة النبوية وعلومها وكيف نفهمها \ 9 صـ
الهدف من الموسوعة: أن توضع الأحاديث المقبولة بين يدي الباحثين وطلبة العلم، ليرجعوا إليها، سواء كانوا فقهاء، أم دعاة، أم مربِّين، أم باحثين في مختلف الموضوعات النفسيَّة والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة والسياسيَّة والعلميَّة وغيرها.
السنة النبوية وعلومها وكيف نفهمها \ 15 صـ
حرص المسلمون على حفظ السُّنَّة النبويَّة، وروايتها بعضهم عن بعض، وضربوا لنا أرقامًا قياسية في الرحلة في طلبها وسماعها من أعلى مصدر ممكن لها، حتَّى إنَّ أحد الصحابة سافر من المدينة المنوَّرة إلى مصر ليسمع حديثًا واحدًا من صحابي آخر عرف أنه سمعه شفاهًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقطع هذه المسافة ليسمعه منه بلا واسطة، فسمعه منه، ثمَّ عاد لتوِّه، وما حل رحله!