هذا الكتاب يتحدث عن نعمة الوقت وقيمته في حياة الإنسان المسلم، وواجب المسلم نحوه، وهو يهدف إلى أن يستيقظ المسلمون من غفلتهم، وأن يُعيدوا تقويم نظرتهم للوقت وقيمته، فالوقت هو الحياة.* نلمس اليومَ ما في دُنيا المسلمين من إضاعة للأوقات،...
فقه الأمة ودعوتها وصحوتها وحركتها الإسلامية \ 8 صـ
في الوقت الَّذي تفيدنا فيه التقارير أنَّ عطاء الإنسان الأوربي اليومي يتجاوز السبع ساعات، تفيدنا التقارير الرسميَّة أنَّ عطاء الإنسان المسلم لا يتجاوز ثلاثين دقيقة. فهل يمكن أن تكون هكذا حياة المسلم؟!
فقه الأمة ودعوتها وصحوتها وحركتها الإسلامية \ 12 صـ
جاءت السُّنَّة النبويَّة تؤكِّد قيمة الوقت، وتُقَرِّر مسؤوليَّة الإنسان عنه أمام الله يوم القيامة، حتَّى إنَّ الأسئلة الأربعة الأساسيَّة الَّتي تُوجَّه إلى المكلَّف يومَ الحسابِ يخصُّ الوقتَ منها سؤالان رئيسيَّان: فعن معاذ بن جبلٍ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزولُ قدما عبدٍ يومَ القيامة حتَّى يُسأل عن أربعِ خِصَالٍ: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابِه فيما أبلاه، وعن مالِه من أينَ اكتسبَه، وفيما أنفقه، وعن عِلْمِه ماذا عمل فيه».
فقه الأمة ودعوتها وصحوتها وحركتها الإسلامية \ 7 صـ
قضية «الوقت» ليست إحدى قضايا حياة المسلم؛ بل هي على رأس هذه القضايا، فما الوقت إلَّا الحياة، وما هذه الدقائق والثواني فضلًا عن الساعات والأيام إلَّا العمر الإنساني، وإلَّا الحياة الإنسانيَّة!
فقه الأمة ودعوتها وصحوتها وحركتها الإسلامية \ 7 صـ
في الوقت الَّذي تفيدنا فيه التقارير أنَّ عطاء الإنسان الأوربي اليومي يتجاوز السبع ساعات، تفيدنا التقارير الرسميَّة أنَّ عطاء الإنسان المسلم لا يتجاوز ثلاثين دقيقة. فهل يمكن أن تكون هكذا حياة المسلم؟!
فقه الأمة ودعوتها وصحوتها وحركتها الإسلامية \ 7 صـ
الحقيقة أنَّ البون شاسع بين موقف الإسلام من الوقت، وهو الموقف الَّذي يُحصي كل دقيقة، ويُحاسب عليها إن عملًا وإن كسلًا، وبين أسلوب المسلمين في الحياة، وهو الأسلوب الَّذي يتفنن في إهدار الوقت بكل الطرق، سواء في المقاهي، أم في المكاتب الحكوميَّة، أم في مشاهدة المباريات الرياضيَّة؛ بقصد التصفيق والتأييد لنادٍ من الأندية، أو للاعبٍ من اللاعبين!
فقه الأمة ودعوتها وصحوتها وحركتها الإسلامية \ 11 صـ
لبيان أهمِّيَّة الوقت أقسم الله تعالى في مطالع سُوَرٍ عديدةٍ من القرآن المَكِّي بأجزاءٍ معيَّنة منه، مثل: الليل، والنهار، والفجر، والضُّحى، والعصر، كما في قوله تعالى: {وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَغۡشَىٰ * وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ} (الليل:1، 2)، {وَٱلۡفَجۡرِ * وَلَيَالٍ عَشۡرٖ} (الفجر:1، 2)، {وَٱلضُّحَىٰ * وَٱلَّيۡلِ إِذَا سَجَىٰ} (الضحى:1، 2)، {وَٱلۡعَصۡرِ * إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ} (العصر:1، 2).