هذا الكتاب هو الديوان الثاني للشيخ يوسف القرضاوي رحمه الله، والمجموعة الثانية من قصائده..يحتوي عددًا من القصائد التي تحمل رسالة الإسلام، وتصور هموم المسلمين، وتبشر بالأمل بأن المستقبل للإسلام، وأن المسلمين قادمون.بعضها مما قال من قديم، وبعضها مما قاله بعد...
في هذه القصائد دموع وشموع، ونجومٌ ورُجوم، وآلامٌ وآمال، أهمُّ ما فيها: أنها تُعبر عن خَلَجات نفسي بصِدْق، وأنها صرخاتُ مقاتلٍ مكلوم في معركة كبرى، لا يملك فيها إلا الكلمةَ سلاحًا، والحقَّ دِرْعًا، والإيمانَ حِصْنًا.
ضَرْبُ الرِّجالِ وهُمْ أُسارى قَيْدِهم من شِيمةِ الأوغادِ لا الأبطالِ
والليثُ ليس يَعيبُه إيذاؤه ما دام في الأقفاصِ والأغلالِ
الشعر والأدب والحوار \ 10 صـ
وقفتُ طويلًا أمام آخرِ آية في سورة الشعراء، وهي التي وصف الله فيها الشعراء المستثنَيْن من الذَّمِّ:{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}، لقد لاح لي من سر هذا الوصف {وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا}: أنَّ الشاعر المؤمن يعيش أبدًا في معركة ينتصر فيها للحق المظلوم أمام الباطل الظالم، وأنه يُقاتل بالحرف إذا كان غيرُه يقاتل بالسيف.
الشعر والأدب والحوار \ 9 صـ
قُدِّر لجيلنا أنْ تكويَه مشاعرُ الحزن والحسرة على مصاير المسلمين ومآسيهم التي تُصابحه وتُماسيه، وتُراوحه وتُغاديه. ولكن كان من فضل الله علينا أنَّه يجعل من المِحْنة مِنْحة، ليتميَّز الخبيثُ من الطيِّب، ويُمحِّصَ الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين.
قُدِّر لجيلنا أنْ تكويَه مشاعرُ الحزن والحسرة على مصاير المسلمين ومآسيهم التي تُصابحه وتُماسيه، وتُراوحه وتُغاديه. ولكن كان من فضل الله علينا أنَّه يجعل من المِحْنة مِنْحة، ليتميَّز الخبيثُ من الطيِّب، ويُمحِّصَ الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين.