عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: «ما أطيَبَكِ من بلد، وأحبَّكِ إليِّ! ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك» رواه الترمذي.

استعنتُ بالله تعالى، وكتبتُ هذه الصحائف، مستهديا بكتاب الله، وبسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومغترفا من بحر تراثنا الزاخر: الفقهي والأصولي، والحديثي والتفسيري، ومتأمِّلا في الواقع وما يمور به من تيارات فكرية، وأحداث واقعية، ومواقف سياسية، واضطرابات بشرية؛ رابطًا الفروع بأصولها، والظواهر بمقاصدها، جامعا بين فقه النصِّ وفقه الواقع.

حبُّ الوطن والحنينُ إليه فطرةً بشريَّة، يشترك فيها الناس عامة، مؤمنهم وكافرهم، عربهم وعجمهم، أبيضهم وأسودهم. وقد قال ابن الرُّومي: وحبَّب أوطانَ الرجالِ إليهمُو مآربُ قضَّاها الشبابُ هنـالكَا إذا ذكروا أوطانَهم ذكَّرتهُمُو عُهودَ الصِّبَا فيها، فحنُّوا لذلكَا

حين هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى المدينة، كانوا يحنُّون إلى مكة، ويشعرون بالشوق إليها، إلى ربوعها وجبالها ووديانها، وكلِّ ما فيها.. فقد مرض بلال رضي الله عنه، فدخل عليه الرسول وهو ينشد ويقول: ألا ليتَ شِعْري: هل أبيتنَّ ليلةً بوادٍ، وحولي إذْخِـرٌ وجَلِيلُ؟ وهل أَرِدَنْ يومًا مِياهَ مَجَنَّـةٍ وهل يبدُوَنْ لي شَامَةٌ وطَفِيلُ؟

استعنتُ بالله تعالى، وكتبتُ هذه الصحائف، مستهديا بكتاب الله، وبسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومغترفا من بحر تراثنا الزاخر: الفقهي والأصولي، والحديثي والتفسيري، ومتأمِّلا في الواقع وما يمور به من تيارات فكرية، وأحداث واقعية، ومواقف سياسية، واضطرابات بشرية؛ رابطًا الفروع بأصولها، والظواهر بمقاصدها، جامعا بين فقه النصِّ وفقه الواقع.

فكرة «الوطن والوطنية» تقوم على حاجة الإنسان إلى المكان وارتباطه به، وهذا أمر طبيعي، فكلُّ كائن حيٍّ محتاج إلى مكان أو مأوى يلوذ به، فالوحوش لها جحورها، والطير لها أعشاشها. وقد نرى الطيور والأسماك ونحوها تسير المسافات الشاسعة، وقد تخترق البحار والمحيطات، ثم تعود إلى أماكنها الأولى، أي إلى أوطانها.