العودة إلي الصفحة السابقة

اقتباسات

هذه مقتطفات تعرض أبرز الأفكار التي تتضمنها كتب سماحة الشيخ القرضاوي رحمه الله.. وهي تمثل إضاءات وإطلالات على مختلف الموضوعات والقضايا التي عالجها الشيخ بقلمه الرصين، وفكره العميق.. في كتاباته الواسعة في مختلف القضايا الإسلامية. تقدم كل مجموعة من المقتطفات أبرز أفكار الكتاب من البداية إلى النهاية في تسلسل منطقي؛ يأخذ القارئ مباشرة إلى قلب فكرة الكتاب وموضوعه الذي كتب فيه؛ الأمر الذي ييسر عليه استيعاب وإدراك رسالة المؤلف، والتجول بسلاسة بين مختلف كتب الموسوعة. تنمو هذه المقتطفات شيئا فشيئا، يوما بعد يوم.. ويمكن الاطلاع عليها بصورة كلية، أو من خلال كل محور، أو من خلا كل كتاب. وتأتي هذه الاقتباسات في صورة تنبيهات يومية لمستخدمي تطبيق الإمام القرضاوي.

خطب الجمعة (16) \ 9 صـ

بعض المستشرقين قال: إنَّ محمدًا لم يدَّعِ العالميَّة إلا بعد صلح الحديبيَّة، حينما أرسل لكسرى وقيصر، والنجاشي والمقوقس وهؤلاء، يدعوهم إلى الإسلام. وهذا ليس بصحيح؛ فمَنْ قرأ القرآن المكي وجد فيه آيات شتى تُعلن عالميَّة الإسلام، وعالميَّة القرآن، في سورة الأنبياء وهي مكية: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ ‌إِلَّا ‌رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}. وفي سورة الفرقان وهي مكية: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ ‌نَذِيرًا}.

خطب الجمعة (16) \ 11 صـ

عَلِمَ الله أنَّه سيأتي زمان يتقارب فيه العالم، حتَّى يصبح كأنَّه قرية واحدة، ويكون من السهل إبلاغ الرسالة الواحدة إلى العالم كله، وأن هذا أفضل من أن تكون هناك رسالات متعدِّدة؛ لأن الرسالة الواحدة تجمع النَّاس ولا تفرقهم، وأن البشريَّة قد بلغت من النضج والرشد، ما لم تعد معه بحاجة إلى نُبوَّة جديدة، يكفي أن تأتي نبوَّة خاتمة تضع لها القواعد، وتؤسس لها الأسس، ثمَّ تدع للعقل البشري المجال، في أن يجتهد لكل عصر ولكل بيئة، بما يصلح لها.

خطب الجمعة (16) \ 11 صـ

مِن مزايا هذا الإسلام العظيم وهذه الرسالة المُحمَّديَّة أنَّها لم تُقيِّد النَّاس بأشياء تُلزمهم بصور جامدة لعصر من العصور؛ فيتكيفون بها ويتقيدون بها، بل تركت للعقل البشري أن يبتكر من الصور والآليَّات والكيفيَّات في كلِّ عصر ما يليق به؛ ولذلك كان التيسير والتخفيف من سمات هذه الرسالة الخالدة.

خطب الجمعة (16) \ 12 صـ

جاء مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم يُحلُّ الطيِّبات.. كل الطيِّبات، ويُحرِّم الخبائث.. كل الخبائث، ويضع الأثقال والآصار والتكاليف الثقيلة عن النَّاس، حتَّى تكون هذه الرسالة هي الرسالة الخاتمة، ويحتملها النَّاس في كل الأقطار، وفي كل البيئات، وكل الأزمان، وكل الأحوال: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ‌الْعُسْرَ} (البقرة:185)، {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} (الحج:78).

خطب الجمعة (16) \ 12 صـ

الأنبياء السابقون أيَّدهم الله في دعوى الرسالة بآيات كونيَّة، ومعجزات حسيَّة يراها النَّاس فتبهرهم، ولكنَّها تنتهي بمجرد حدوثها، ولكن الله تعالى أيَّد محمدًا صاحب الرسالة الخالدة بمعجزة خالدة، بمعجزة باقية ما بقي الدهر؛ لأنَّها ليست معجزة حسيَّة.. إنَّها القرآن العظيم: الآية الباقية ما بقي الزمان، وما بعد الزمان.

مفضلتي (4 كتاب)