171.خطب الشيخ القرضاوي (8)
هذه بعض خطب الشيخ القرضاوي مرتبة زمنيًّا، تتنوع موضوعاتها وأزمنتها وأماكنها، وإن كان أغلبها في مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة، سيجد فيها كل من الخطيب والداعية، والواعظ والمحاضر، والمثقف وكل مسلم: الزاد النافع، والعلم الدافع، والوعظ...
لا يكتفي الإسلام من المرء أنْ يجتنب الزُّور في شهادته فحسْب؛ ولكنَّه يطالبه بالتثبُّت فيما يشهد فيه، والتحقُّق ممَّن يشهد له أو عليه؛ حتَّى يأتي بالشهادة على وجهها الأكمل، يقول تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا} (المائدة:108).
خطب الجمعة \ 10 صـ
أمر الله بأداء الشهادة، وأنذر بالوعيد الشديد من يكتمها، فقال تعالى: {وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} (البقرة:283)، وقال سبحانه: {وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ} (البقرة:282)، وحذَّر الله أشدَّ التحذير من شهادة الزُّور، وقَول الزُّور، حتَّى قرن ذلك مع الشِّرك بالله في سياقٍ واحد، في آيةٍ واحدة، فقال سبحانه: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} (الحجُّ:30).
خطب الجمعة \ 10 صـ
صوتك الَّذي تُدلي به في الانتخابات ليس كلمة عابرة، ولا مسألة تافهة، ولكنَّه شهادة خطيرة، تُسأل عنها: أمام الله، وأمام الأمَّة، وأمام التاريخ.شهادة لا يترتَّب عليها دفع غرامة، أو سداد دين، أو إيجاب نفقة، أو تقرير عقوبة، كغيرها من الشهادات، ولكنَّها شهادة يترتَّب عليها كيان مجتمع، وسياسة حكومة، ومستقبل أمَّة. فانظر ماذا يجب عليك، حتَّى تكون بمَنْجاة من سخط الله وذمِّ النَّاس، وخصوصًا المؤمنين؛ فإنَّهم شُهداء الله في الأرض.
خطب الجمعة \ 9 صـ
في غبار المعركة الانتخابيَّة، وفي زحمة التنافس بين المُرَشَّحين، قد يلتبس الحقُّ بالباطل، ويُؤْثِر النَّاس المنفعة على الواجب، والنزعة الخاصَّة على المصلحة العامَّة، وينقادون للعصبيَّة الجاهليَّة لا للحقِّ المُبِين.ويقف المؤمن حريصًا على إرضاء ربِّه، وراحة ضميره، وأداء واجبه.
خطب الجمعة \ 11 صـ
في الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: «ألا أُنَبِّئكم بأكبر الكبائر» ثلاثًا؟ قالوا: بلى يا رسولَ الله.قال: «الإشراكُ بالله، وعقوق الوالدين» وجلس وكان متكئًا، فقال: «ألا وقول الزُّور» فما زال يُكَرِّرها حتَّى قلنا: ليتَه يسكت.