هذه مقتطفات تعرض أبرز الأفكار التي تتضمنها كتب سماحة الشيخ القرضاوي رحمه الله.. وهي تمثل إضاءات وإطلالات على مختلف الموضوعات والقضايا التي عالجها الشيخ بقلمه الرصين، وفكره العميق.. في كتاباته الواسعة في مختلف القضايا الإسلامية.
تقدم كل مجموعة من المقتطفات أبرز أفكار الكتاب من البداية إلى النهاية في تسلسل منطقي؛ يأخذ القارئ مباشرة إلى قلب فكرة الكتاب وموضوعه الذي كتب فيه؛ الأمر الذي ييسر عليه استيعاب وإدراك رسالة المؤلف، والتجول بسلاسة بين مختلف كتب الموسوعة.
تنمو هذه المقتطفات شيئا فشيئا، يوما بعد يوم.. ويمكن الاطلاع عليها بصورة كلية، أو من خلال كل محور، أو من خلا كل كتاب.
وتأتي هذه الاقتباسات في صورة تنبيهات يومية لمستخدمي تطبيق الإمام القرضاوي.
مِن أخطر ما يزيغ به قلب الإنسان أن يتبع نصًّا متشابهًا محتمل الدلالة، ليقضي به على نصوص محكمات قاطعات، والواجب يقتضي المنصف أن يردّ المتشابه إلى المحكم، ليتضح الحق، وتستبين المحجة ناصعة بيضاء. قال تعالى: {هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦ} [آل عمران:7].
دور القيم والأخلاق في الاقتصاد الإسلامي \ 21 صـ
الفرائض والحدود والمحرَّمات هي الأمور الثابتة، التي تضع الأسس والأعمدة لبنيان النظام الإسلامي، والأمور الأخرى التي تركها الشارع رحمة بنا غير نسيان، هي التي تدع الباب مفتوحًا أمام تجارب البشر، ومحاولاتهم للانطلاق والتقدم في حراسةٍ من العقيدة، وفي ضوء التعاليم الثابتة الأخرى. من هذه الأمور، مثلًا: ما يتعلق باستغلال الأرض الزراعية لغير مالكيها: أهي الإعارة أم الإجارة أم المزارعة؟
فقه الجهاد (1) \ 9 صـ
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سُئل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يُقاتِل للمَغْنم، والرجل يقاتل ليُذْكَر، والرجل يُقاتِل ليُرى مكانُه، أيُّهم في سبيل الله؟ فقال: «مَن قاتل لتكون كلمةُ الله هي العليا، فهو في سبيل الله». متفقٌ عليه.
فقه الجهاد (1) \ 10 صـ
أوصى أبو بكر الصديق رضي الله عنه يزيد بن أبي سفيان، وكان أحد قادة جيوش الشام، فقال: إنك ستجد قومًا زعموا أنهم حبسوا أنفسَهم لله، فذرْهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له.. وإني موصيك بعشر: لا تقتلنَّ امرأة، ولا صبيًّا، ولا كبيرًا هرِمًا، ولا تقطعنَّ شجرًا مثمرًا، ولا تُخربَنَّ عامرًا، ولا تَعْقِرَنَّ شاةً ولا بعيرًا إلا لمَأْكَلة، ولا تحرقنَّ نخلًا، ولا تُغرقنَّه، ولا تَغْلُلْ، ولا تجبُنْ.
فقه الجهاد (1) \ 11 صـ
عن عبد الله بن عامر، أنه قدم على أبي بكر الصديق رضي الله عنه برأس البِطْرِيقِ (العظيم من الروم)، فأنكر ذلك، فقال: يا خليفةَ رسول اللَّه، إنهم يفعلون ذلك بنا! قال: فاسْتِنَانٌ بفارس والروم؟! لا يُحَمل إليَّ رأس؛ فإنه يكفي الكتابُ والخبر.
فقه الجهاد (1) \ 11 صـ
عن زيد بن أبي وَهْب قال: كتب عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه: لا تَغُلُّوا، ولا تَغدِروا، ولا تمثِّلوا، ولا تقتلوا وليدًا، واتقوا الله في الفلَّاحين الذين لا ينصبون لكم.
فقه الجهاد (1) \ 13 صـ
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: «قوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة:256]، هذا نصٌّ عامٌّ أنَّا لا نُكره أحدًا على الدين، فلو كان الكافر يُقتل حتى يُسلم، لكان هذا أعظم الإكراه على الدين».
فقه الجهاد (2) \ 7 صـ
منزلة الجهاد في دين الله لا تعدلها منزلة؛ لأنَّ الجهاد هو الذي يحمي الأمَّة في دينها ودنياها، ويحرسها من أعدائها المتربِّصين بها: يحمي دينها وعقيدتها، ويحمي أرضها وحرمتها، ويحمي استقلالها وسيادتها، فهو حصن الأمة الحصين، وهو ركنها الركين، وهو الذي يصنع الأبطال، ويعدُّ الرجال، الذين يبذلون النفس والنفيس في سبيل الله.